أجبر الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وغياب الأمطار خلال الأشهر الثلاثة الماضية الحكومة على اتخاذ تدابير استعجالية لتأمين حاجتها من القمح، حيث طرحت مناقصة لشراء 50 ألف طن من القمح الصلب، في ظل مخاوف من انخفاض الإنتاج ورداءته بسبب الأحوال الجوية. وكشف تجار أوروبيون أمس، عن أن الجزائر طرحت مناقصة لشراء 50 ألف طن من القمح الصلب من منشأ اختياري، حسب ما أوردته وكالة رويترز، وأضافوا أن المناقصة ستغلق اليوم، وتتضمن استيراد كميات القمح في ماي وجوان القادم. كما أشاروا إلى أن الجزائر متعودة على شراء كميات أكبر بكثير مما تطلبه، إذ طلبت 50 ألف طن في المناقصة السابقة التي تمت شهر ديسمبر 2014، بينما اشترت الضعف أي 100 ألف طن، ومن المتوقع أن تلجأ هذه السنة الى استيراد كميات كبيرة لتغطية حاجتها، بسبب التغيرات المناخية. وكانت وزارة الفلاحة قد أبدت مخاوفها من تأثير عدم سقوط الأمطار على محصول القمح، حيث كشف الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي، أن نجاح الموسم الفلاحي لهذه السنة مرهون بالأيام القليلة القادمة، موضحا أنه إذا لم تتساقط الأمطار في هذه الفترة، فإن محصول القمح سيصبح في خبر كان، لأن السنابل بحاجة الى المياه لتمتلئ وتتفادي الأمراض، وانتقد تأخر وزارة الشؤون الدينية في الإعلان عن صلاة الاستسقاء، مشيرا الى أنه كان من المفروض إقامتها قبل 20 يوما على الأقل، حيث إن التأخر تسبب في فقدان 40 بالمائة من المحصول، والنسبة مرشحة للارتفاع. في المقابل، لا تزال مصالح الأرصاد الجوية تتحدث عن ارتفاع درجات الحرارة، دون الإشارة الى إمكانية تساقط الأمطار. وحذر خبراء من أن الاعتماد على مياه الأمطار يعد تلاعبا بالأمن الغذائي، ما يجبر الجزائر على الاعتماد على الاستيراد لتغطية حاجتها، ما يعني ارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية الضرورية، حيث يتوقع أن ترتفع الواردات من القمح لهذه السنة، مقارنة بسنة 2014. وأدى الجزائريون صلاة الاستسقاء، الجمعة الماضي، وبعد مرور أسبوع، لم تسجل البلاد أي أمطار تذكر، مما يهدد بموسم جفاف في البلاد.