كشف أمس، المنجي الحامدي، رئيس بعثة الأممالمتحدة في مالي، عن أن الأممالمتحدة شرعت في التحضير لعقد اجتماع جديد بالعاصمة الجزائرية، بهدف دفع أطراف النزاع في مالي إلى تهدئة الوضع ميدانيا، قبل توقيع اتفاق سلام مقرر في 15 ماي الجاري. وعلى الصعيد الميداني، نقل موقع "أخبار الساحل" أن مسلحين، يعتقد أنهم ينتمون لإحدى الجماعات الإسلامية المسلحة، هاجموا قرية "تينتلو" قرب تيمبكتو (35 كلم)، وقاموا بتخريب مراكزها الحيوية التابعة للإدارة دون أي مقاومة من الجيش المالي المتواجد في المنطقة أو السكان. وأكد رئيس بعثة الأممالمتحدة في مالي أن "مسار السلام يجب أن يستمر بالطريقة التي تحافظ على المكاسب المحققة. لذلك ندعو ونلزم كل الحركات السياسية والعسكرية (. . . ) إلى التوقيع على الاتفاق بمناسبة حفل سيتم تنظيمه لهذا الغرض في 15 ماي 2015 بباماكو". وقال الحامدي "نحن بصدد بذل جهود لتشجيع كل الأطراف المنخرطة في النزاع ميدانيا على وقف إطلاق النار حتما وفورا بهدف توفير الظروف الملائمة قبل التوقيع في 15 ماي". وأضاف الحامدي في تصريحات أعقبت اجتماع رؤساء مكاتب الأممالمتحدة في غرب إفريقيا "ولذلك ما زلنا نحاول، الأمر ليس أكيدا حتى الآن، لتنظيم هذا الاجتماع في الجزائر نحاول تنظيمه هذا الأسبوع". ويدفع المجتمع الدولي وضمنه الأممالمتحدة، الحكومة المالية والمجموعات الموالية لها وأيضا المجموعات المسلحة المعارضة إلى التوقيع في 15 ماي بالعاصمة المالية باماكو على "اتفاق السلام والمصالحة في مالي"، وهو ثمرة ثمانية أشهر من المفاوضات قادتها الجزائر. يذكر أن حكومة مالي قد وقعت وحلفاؤها الاتفاق بالأحرف الأولى في العاصمة الجزائرية، لكن المجموعات المتمردة المنضوية في تنسيقية حركات أزواد التي يهيمن عليها الطوارق لم توقعه حتى الآن. وقال الحامدي إنه تباحث في نواكشوط مع ممثلين للتنسيقية الذين أبلغوه في 26 أفريل الماضي نيتهم التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، لكن معارك اندلعت في 27 أفريل بشمال مالي "عرضت للخطر" هذا الالتزام. واستولت في ذلك اليوم مجموعات مؤيدة للحكومة في منكا، شمال شرقي مالي قرب الحدود مع النيجر، على مواقع كانت تابعة للحركات الأزوادية المسلحة التي ردت بسلسلة هجمات سقط فيها الكثير من القتلى من الجانبين. ومع اجتماع الجزائر تحاول الوساطة "حل المشكلة" التي أثارتها هذه المواجهات ولكن أيضا التوصل إلى "وقف فوري للمعارك" ودفع تنسيقية الحركات الأزوادية "للحضور لتوقيع الاتفاق"، حسب الحامدي. من جهة أخرى، ذكر موقع "أخبار الساحل" أن مسلحين سلفيين هاجموا قرية " تينتلو" قرب تيمبكتو، وقاموا بتخريب مراكزها الحيوية التابعة للإدارة دون أي مقاومة من الجيش المالي المتواجد في المنطقة أو السكان. وقال المصدر إن المهاجمين يستغلون 6 سيارات رباعية الدفع من نوع لاند أكروزر، وقد سيطروا على مركز المدينة فى اللحظات الأولى للهجوم، وقاموا بقطع الهاتف عنها وعبثوا ببعض مراكزها الإدارية دون أن يقتلوا أحدا من السكان، وقد انتشر الخوف والهلع بين قاطني المدينة.