رهنت "تنسيقية الحركات الأزوادية" (سي آم آ)، المتكونة من أهم الحركات المسلحة بشمالي مالي توقيعها على اتفاق الجزائر، بعد أن اشترطت تحقيق استقلالية أكبر لإقليم "أزواد". وقال بيان ل"تنسيقية الحركات الأزوادية"، اطلعت "الشروق" على نسخة منه، إنه "على إثر مشاورات واسعة مع مختلف أجهزة الحركة وجناحها العسكري والمنظمات والإطارات وسكان أزواد، تعلم تنسيقية الحركات الأزوادية جهات الوساطة ومجلس الأمن (الأممالمتحدة) والرأي العام العالمي، إنها لن تقوم بالإمضاء على مشروع نص الاتفاق الصادر عن الجولة الخامسة من مفاوضات الجزائر في غرة مارس 2015، في نسخته الحالية". وتتعلق أولى مطالب "تنسيقية الحركات الأزوادية" بالوضع السياسي لمناطق الشمال، إذ تعتبر أن الاستقلالية الممنوحة لبعض المناطق غير كافية وتطالب بأن تشمل الاستقلالية عددا أكبر من المناطق (تومبوكتو، غاو وكيدال)، حسب البيان. ويبرر البيان موقف "تنسيقية الحركات الأزوادية" برفضها التوقيع على الاتفاق بضرورة القيام ب "تعديلات لا غنى عنها، للوصول إلى نص ملائم يشمل ضمانات ملموسة وأجندة فعلية"، من دون مزيد من التوضيحات. في المقابل، تؤكد "تنسيقية الحركات الأزوادية"، التزامها الكامل بإعطاء الأولوية للحوار وتدعو الحكومة المالية إلى مواصلة المفاوضات. ولم يصدر عن الحكومة المركزية بباماكو أو من البعثة الأمميةبمالي (مينوسما)، أو عن وزارة الخارجية الجزائرية الراعية للمفاوضات أي تصريح. وانتقد من جهته، القيادي في المجلس الأعلى لوحدة أزواد الشيخ أغ أوسا، الجهود التي تبذلها المجموعة الدولية من أجل دفع أطراف النزاع الدائر في شمال مالي إلى التوقيع على اتفاق سلام اقترحته مجموعة الوساطة بقيادة الجزائر. ويرى آغ أوسا، أن المجتمع الدولي لا يبحث عن حلول حقيقية لمشاكل الشعوب المضطهدة وصراعاتها، بل على العكس يزيد من حدتها بناء على مصالحه الخاصة، داعيا الشعب المالي وحكومته إلى الجلوس إلى طاولة ما وصفها "بالمفاوضات الداخلية بعيداً عن التدخلات الخارجية، للبحث عن حل عادل وجذري يجنب الطرفين ويلات الحرب"، وفق تعبيره.