يبدوا أن شهادة الكفاءة المهنية في دورتها ال20حملت الكثير من المفاجآت و المفاجعات للجامعة الجزائرية وروادها و الشعب ككل ... فبعد أن أصبح دخول مهنة المحاماة مرهونة بالحصول على تأشيرة الفوز في المسابقة على عكس الطبعات السابقة،هاهي وزارة التعليم العالي تتحرك لفرض النظام في الحرم الجامعي إذ أبرقت مصالح محمد مباركي بتعليمة جديدة تفعل فيها منع الإناث والذكور من ارتداء التنورات القصيرة و التُّبَّانُ أو ما يعرف عندنا ب"بونتاكور". واللافت أنها علقتها الاثنين الماضي على مداخل مختلف المعاهد والكليات والجامعات على المستوى الوطني بعد واقعة منع أعوان الأمن بكلية الحقوق بسعيد حمدين بالعاصمة لطالبة من دخول الجامعة واجتياز امتحان شهادة الكفاءة المهنية بسبب ارتدائها لتنورة قصيرة. غير أن هذا القرار لاق انتقادا كبيرا من قبل بعض التشكيلات السياسية مثل حزب العمال الذي تتزعمه لويزة حنون، والذي اعتبرته خارقا للحريات الفردية والطلابية،مرافعة لصالح اهتمام وزارة التعليم العالي بالجامعة المريضة بعلل كثيرة. وفي المقابل ثمنت أحزاب من لون إسلامي هذه التعليمة التي من شأنها ضبط بوصلة التعليم العالي ورد إطارات المستقبل إلى مسار السكة وهو ما تفعله حتى الجامعات الأوربية و الأمريكية التي ترخص لكل شيء. فهل حقا ستطوي منظومة التعليم العالي في الجزائر بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال مظاهر العري والتبرج التي حولت جامعاتنا إلى مرتع للمنحرفين... وتنتشل أجيال المستقبل من مستنقع المؤامرات الصهيونية.