"الإخوان" لن يسكتوا على الحكم.. والعصيان مستبعد توقع المحلل السياسي المصري الدكتور أكرم خميس، ردة فعل قوية من قبل أتباع جماعة الإخوان المصريين بعد قرار المحكمة الذي أحال أوراق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي للمفتي، وذلك على خلفية القضية المعروفة ب"اقتحام السجون". وأوضح المتحدث في حوار مع "البلاد"، أن القانون هو من "خان" مرسي هذه المرة. ما تعليقك على الحكم بإعدام الرئيس المعزول محمد مرسي وفي هذا التوقيت بالذات؟ جاء قرار محكمة جنايات القاهرة بإحالة أوراق الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين إلى مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي فيما هو منسوب إليهم في قضية أحداث اقتحام السجون المصرية خلال ثورة 25 جانفي، بعد عدة جلسات من التمحيص والسؤال ولا يمكن التعليق قضائيا على الحكم لعدة اعتبارات أهمها عدم توفر المعلومات لدى الرأي العام وحتى لدى الهيئة القضائية العليا التي من المقرر أن تقدم التفاصيل لاحقا، خاصة أن القرار جاء مجموعة من أتباع مرسي على غرار المفتي مرشد الإخوان محمد بديع وخيرة الشاطر ومحمد الكتاتني ويوسف القرضاوي ومحمد البلتاجي وعددا من عناصر حركة حماس وغيرهم. وكان قد صدر حكم الشهر الماضي بسجن مرسي المنتمي لجماعة الإخوان بالسجن 20 عاما في قضية قتل متظاهرين خلال حكمه الذي استمر عام، وهو بمثابة التمهيد لهذا الحكم الذي كان متوقعا لدى المطلعين على الملف. لو قارنا بين محاكمة مرسي ومبارك ما الفوارق التي من الممكن تسجيلها في الموضوع؟ المشكل كان في إصرار مرسي وجماعة الإخوان على آرائهم وتشبثهم في عدم الحوار وعدم استحداث فضاء للتفاهم، مما جعلهم داخل زاوية مغلقة وحلول محدودة جدا الأمر الذي أثر على مسار المحاكمة إلى يومنا هذا، ثم إن مرسي لم يخضع لقوانين هو من وضعها على عكس حسني مبارك وأبناءه، حيث استطاعوا أن يجدوا الثغرات القانونية للقوانين التي كتبوها خلال مرحلة حكمهم، لذلك كان من السهل على هيئة دفاع مبارك إيجاد المخارج وتحقيق البراءة في الأخير للرئيس وهذا ما لم يستطيع دفاع مرسي تحقيقه إلى يومنا هذا، خاصة في ظل تعقيد المعطيات في الملف. ما الخطوة المقبلة التي من الممكن أن يتخذها الإخوان، وهل هناك حديث عن عصيان أو تكرار "رابعة ثانية"؟ أكيد جماعة الإخوان ستتحرك في سياق استنكار الحكم الذي هو في نظرها ظالم في حق رئيسكم لمدة قصيرة مقارنة بسريان محاكمة مبارك والفترة الطويلة التي حكم فيها مصر، وما تم ارتكابه طيلة فترة حكمه، ولكن لا يمكن في نظري الحديث عن عصيان لأن الجماعة لم تعد بالقوة التي كان عليها سابقا ولا رابعة ثانية، وإنما أرجح ميولهم للخيارات العقلانية التي من الممكن أن تأتي بنتيجة عكس "العناد" الذي اتبعته الجماعة طيلة الفترة السابقة. هل يمكن الحديث عن نقض خلال المرحلة المقبلة؟ أكيد وارد، وسيتم خلاله مجموعة من الإجراءات قد يتمخض عنها تخفيف الحكم أو التمسك به.. لا أحد يعرف.