وزع الأردن على أعضاء مجلس الأمن الدولي مشروع قرار صاغته دول الخليج العربية لإنهاء الصراع في اليمن في وقت اتهم فيه وزير الخارجية اليمني رياض ياسين الحوثيين بتدمير عدن. وأفاد مصدر دبلوماسي، رفض الكشف عن هويته، أن مسودة القرار التي قدمها الأردن تدين جماعة الحوثيين، وتطالب بفرض حظر تزويد شخصيات يمنية بالسلاح، بينها الرئيس اليمني الأسبق علي عبد الله صالح. كما دعت مسودة القرار إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمدنيين في اليمن، وإيجاد حل سياسي سلمي للأزمة، ومن المتوقع أن يجرى التصويت على مسودة الأردن لدى الأممالمتحدة اليوم. ويتوقع أن يطرح مشروع القرار للتصويت تحت الفصل السابع، ما يفتح الباب واسعاً أمام سلسلة من الخطوات العقابية التي قد يضطر المجلس لاتخاذها في حال إقرار المشروع. وفي حال التزم الحوثيون بتنفيذ مشروع القرار، فإن مجلس الأمن سيطالب جميع الأطراف بوقف إطلاق النار. وكانت روسيا قدمت، السبت الماضي إلى مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يلزم تحالف "عاصفة الحزم" بتطبيق "وقفات إنسانية" في قصفه على اليمن، لإجلاء المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية. وحسب مصادر دبلوماسية، فإن نسخة من وثيقة سلمتها موسكو لأعضاء مجلس الأمن خلال اجتماع مغلق عقدوه السبت، دعت لمناقشة مسألة إلزام التحالف التي تقوده السعودية بمراعاة "وقفات إنسانية" في غاراته الجوية على اليمن. حثت دول عربية وخليجية مجلس الأمن الدولي على وضع نجل الرئيس اليمني لسابق علي عبد الله صالح وزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي على القائمة السوداء إضافة إلى فرض حظر أسلحة على جماعة أنصار الله. والتقى خبراء من دول مجلس الأمن الثلاثاء للمرة الأولى لمناقشة مشروع قرار من شأنه أن يفرض تجميد أصول وحظر سفر على أحمد صالح الرئيس السابق للحرس الجمهوري في اليمن وعلى عبد الملك الحوثي. اتهم وزير خارجية اليمن رياض ياسين في حوار صحفي الحوثيين بتدمير محافظة عدن عبر ضربهم "لشرايين الحياة في المحافظة" كضرب محطات الكهرباء والمياه، مشيرا إلى أن الوضع الصحي والمعيشي في المحافظة بات متدهورا، مطالبا دول تحالف"عاصفة الحزم" بقيادة السعودية، في الآن ذاته بتعجيل الإمدادات من المعونات والأغذية لعدن. ودحض ياسين شائعات حول إمكانية تقسيم اليمن وقال إن نية التقسيم غير واردة مطلقا وسيبقى اليمن موحدا. في سياق آخر أعلن ياسين أنه لم تتوفر معطيات مؤكدة إلى الآن حول هروب الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح خارج اليمن، وقال "نحن على استعداد لتهريبه لو كان ذلك الأمر يجنب أبناء اليمن الاقتتال فيما بينهم غير أننا نأمل حقا بأن تتم محاكمته على خيانته وجرائمه التي ارتكبها في حق أبناء الشعب برمته شمالا وجنوب". من جهته أكد مصدر مقرب من عائلة عبد الله صالح أن الرئيس السابق متواجد باليمن حاليا، ولا ينوي مغادرتها مطلقا. يشار إلى أن الحوثيين أعلنوا الثلاثاء سيطرتهم على ميناء عدن بعد معارك واسعة شهدتها المحافظة الأيام الماضية. وكان وكيل محافظة عدن، نايف البكري، أكد سابقا أن محافظة عدن تعيش وضعا صعبا بسبب إطلاق النار العشوائي من قبل جماعة الحوثيين، ما أدى إلى مقتل 200 شخص وإصابة 1600 آخرين. ويشن تحالف ما يعرف ب "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية ضربات جوية على الحوثيين في اليمن منذ 26 مارس استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريا ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان جماعة الحوثيين".
"عاصفة الحزم" توسع أهدافها والحوثيون يتراجعون عن عدن
قالت مصادر من اليمن امس إن 13 شخصا قتلوا وجرح العشرات في غارات للتحالف العربي ضد الحوثيين في منطقة بني مطر بصنعاء. وكان طيران تحالف "عاصفة الحزم" بقيادة السعودية قصف معسكر القوات الخاصة بمنطقة الصباحة غرب صنعاء، كما استهدف معسكري قصال والحمزة بمحافظة إب وسط البلاد . وذكرت مصادر محلية أن الغارات استهدفت عددا من المناطق الحدودية في محافظة حجة وأصابت عددا من المنشآت والمنازل، كما استهدف طيران التحالف مواقع للحوثيين في محافظات صعدة ومأرب والجوْف والحديدة والبيضاء وذمار، فيما أفادت مصادر بمحافظة تعز بأن الغارات استهدفت اللواء مئة وسبعين دفاع جوي بجبل العلاء وموقعا للدفاع الجوي بجبل أمان والمخا على البحر الأحمر في تعز. إلى ذلك سقط قتلى وجرحى في مواجهات عنيفة بين اللجان الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي وبين الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح في محافظة عدن وعدد من الأحياء وسط مدينة عدن منها خور مكسر ومنطقة المطار وكريتر وجبل حديد والمعلا. من جهة أخرى استأنف طيران "عاصفة الحزم" قصف مواقع الحوثيين وقوات الرئيس السابق صالح، في جزيرة ميون التي تتحكم في مدخل باب المندب جنوبي البحر الأحمر. إلى ذلك أفادت مصادر بأن اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي في محافظة أبين جنوبا سيطرت على عدد من المدن، أبرزها لوْدر والعين. من جانبه أكدت مصادر أن الحوثيين تراجعوا عن ميناء عدن وأن اللجان الشعبية استعادت عددا من نقاط التفتيش كان قد أقامها الحوثيون، مشيرا إلى مواصلة حركة النزوح وتردي الأوضاع الإنسانية.