المعارضة في إحراج بعدما أصبح بوتفليقة رئيسا للحزب وسعداني أمينا عاما حسم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الجدل والصراع الذي كان قائما بين الأمين العام الحالي عمار سعداني ومن معه، وبين خصومه من القيادات الأفلانية ذات الوزن الثقيل، التي كانت تطالب بوتفليقة بالتدخل من أجل إلغاء عقد المؤتمر العاشر للحزب. وكان حسم الرئيس لا غبار عليه، بعدما بعث برسالة إلى المؤتمرين الذين تعدى عددهم 6300 مندوب، أشاد من خلالها بكل صراحة ووضوح بالقيادة الحالية للحزب المتمثلة في عمار سعداني، على نجاحها في المحافظة على وحدة الحزب وتماسكه، ما يعني أن الرئيس أعلن صراحة ولأول مرة منذ اندلاع أزمة الحزب بين سعداني ومعارضيه، أنه يقف في صف الأمين العام الحالي عمار سعداني، هذا الأخير فتحت له كل أبواب المؤتمر كي يدخل السباق وحيدا لخلافة نفسه على رأس الأمانة العامة للجبهة دون منافس أو حتى رقيب. والأكثر من ذلك فإن رسالة الرئيس التي قرأها الطاهر خاوة الوزير المكلف بالعلاقات بالبرلمان وعضو اللجنة المركزية للحزب، حملت بين طياتها تجاهل كامل لمطالب الجماعات المعارضة، التي كانت تعول على الاحتكام لحكم الرئيس، فكان حكم بوتفليقة أن منح الشرعية والثقة والمصداقية لسعداني وزاد على ذلك أنه أشاد بقيادته للحزب، ما يفهم منه أن بوتفليقة أعلن عن نهاية المباراة السياسية بين سعداني وخصومه بفوز كاسح "للحاج" عمار ومنذ افتتاح المؤتمر في يومه الأول، وهزيمة مخيبة لجماعات بلخادم وزياري وعبادة وبلعياط وڤوجيل والوزراء السابقين في مقدمتهم عمار تو ورشيد حراوبية وقيادات أخرى بالحزب. الدعم الواضح الذي حصل عليه عمار سعداني من السلطات العليا للبلاد، لم يتوقف عند رسالة الرئيس الحاسمة والداعمة لرئيس المجلس الشعبي الوطني السابق في صراعه مع خصومه، بل زاد عليها إنزال حكومي بالمؤتمر قاده الوزير الأول عبد المالك سلال حيث وجهت كل أنظار الحاضرين من المندوبين وحتى عدسات الإعلاميين إلى حضور عبد المالك سلال وبعض أفراد طاقمه الحكومي أشغال افتتاح المؤتمر، وتصريح سلال للصحفيين الحاصرين بأنه مناضل في حزب الجبهة منذ 1968 وبقي مناضلا إلى غاية 1988، ما يعني أن سلال قال إنه أفلاني خالص، ولا غرابة من حضوري أشغال افتتاح مؤتمر حزبي، الأمر الذي يعني أن طبخة سياسية معينة تم طبخها على مستوى المطبخ الفعلي لسياسات، وهذه الطبخة السياسية تصب في صالح سعداني ومن معه من جهة، ومن جهة أخرى في صالح سلال وبإشراف مباشر من طرف من يشرف على الشخصيتين، وهو ما يؤشر على أن معالم طريق المرحلة القادمة بدأت تتضح أكثر فأكثر، كما بات واضحا من هم اللاعبون الرئيسيون في فريق السلطة الذي سيخوض المباراة القادمة التي لم يحدد تاريخ إجرائها بعد. المؤتمر العاشر لحزب الجبهة، زكى بالإجماع الرئيس بوتفليقة رئيسا فعليا للحزب وليس رئيسا شرفيا، وهي الجملة التي أصرالطاهر خاوة على أن ينطقها حتى يزيل الغبار عن منصب الرئيس بوتفليقة وصلاحياته بحزب الأفلان. كما أن الرئيس بوتفليقة زكى سعداني وجميع الحضور ومنحهم الشرعية لقيادة الحزب في المرحلة القادمة تحت جناحه السياسي، ما يعني بعثه رسالة واضحة للمعارضين، مفادها "قضي الأمر الذي فيه تستفتيان"، لتبقى الأيام القليلة القادمة، كفيلة بمعرفة رد فعل المعارضين، والذين سيجدون أنفسهم في حرج كبير بعد تغير أرقام المعادلة السياسية ودخول الرئيس بوتفليقة كرقم حاسم فيها يشغل منصب الرئيس وسعداني الأمين العام.