منحت مصالح ولاية الجزائر العاصمة، للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، رخصة لعقد المؤتمر العاشر للحزب العتيد الذي سيكون بتاريخ 28 و29 و30 ماي الداخل، بالقاعة البيضاوية، فيما سيكون انعقاد دورة اللجنة المركزية بتاريخ 27 من الشهر نفسه أي قبل يوم واحد من عقد المؤتمر. وبحصول سعداني على ترخيص عقد المؤتمر العاشر، تكون السلطات العليا للبلاد قد وجهت رسالة واضحة ودقيقة إلى خصومه بالحزب العتيد، وفي مقدمتهم الأمين العام السابق عبد العزيز بلخادم مفادها أن السلطات العليا تدعم سعداني للبقاء على رأس حزب الرئيس بوتفليقة. وما يزيد من قوة هذا الطرح، أن أعضاء اللجنة المركزية للحزب سبق لهم أن جمعوا النصاب القانوني من توقيعات اللجنة المركزية العام الفارط من أجل عقد دورة استثنائية، غير أن مصالح ولاية الجزائر لم تمنحهم الترخيص كونها رفضت الاعتراف بالمنصب الذي يشغله بلعياط منسق عام للحزب. ويدرك مناضلو الأفلان أكثر من غيرهم بأن منح ترخيص مؤتمر أو دورة لجنة مركزية لحزب يرأسه رئيس لجمهورية لا يكون إلا بعد موافقة السلطات العليا للبلاد. ومعنى عقد مؤتمر شرع سعداني في التحضير له منذ بداية الأسبوع بعدما كلف أعضاء مكتبه السياسي زائد أعضاء مقربين منه في تنصيب لجان تحضير المؤتمر على مستوى المحافظات عبر 48 ولاية، أن الرجل سوف يقوم بهندسته على الطريقة التي يحبذها أو بتعبير واضح أن الرجل عبّد لنفسه الطريق لينصب نفسه أمينا عاما لخمس سنوات جديدة، بالإضافة إلى إعادة ترتيب بيت اللجنة المركزية بما يخدم رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق، أي أن سعداني بحصوله على الترخيص لعقد المؤتمر العاشر يكون قد سجل هدف الفوز في شباك معارضيه التي ستكون مجبرة على لعب الهجوم أو قبول نتيجة المباراة السياسية كما هي، وهو ما ستكشف عنه الأيام القادمة. ويرى العديد من المتابعين لملف الجبهة أن سعداني اختار عقد تاريخ دورة اللجنة المركزية يوما واحدا قبل عقد المؤتمر العاشر للحزب حتى يضع معارضيه أمام الأمر الواقع، أي أنه ضيق عليهم هامش المناورة كون المؤتمر سيكون هو الفيصل وسيكون في اليوم الموالي بعدما حضر له أعضاء المكتب السياسي ومقربيه على الطريقة التي يتقنها أهل السياسة خاصة منهم الأفلانيين.