لا أوامر بتخفيف صلاة التراويح خلال رمضان أكد وزير الشؤون الدينية والاوقاف محمد عيسى، أن التبرعات التي يقدمها المواطنون لبناء المساجد أو غيرها من أعمال الخير، تصب جميعها في القنوات الرسمية، منتقدا شكوك وزير الداخلية السابق الطيب بلعيز، في جهود وزارة الشؤون الدينية في حماية تلك الأموال، موضحا "نحرص على إعداد تقارير مفصلة توضح مسار الأموال، وجميعها تصب في قنواتها الرسمية". وتضاربت تصريحات الوزراء في حكومة سلال حول مسألة منع جمع التبرعات لبناء المساجد، حتى وصل الأمر إلى حد توجيه الاتهامات من طرف، والرد عليها بالدليل والحجة من طرف آخر، حيث رد محمد عيسى على التصريحات الأخيرة لوزير الداخلية السابق الطيب بلعيز، التي اأد فيها وجود قرار بمنع جمع تبرعات المواطنين دون إخطار مصالحه، موضحا أن الولاة مجبرون مستقبلا على إرسال كل طلبات التبرع إلى وزارة الداخلية قبل الإذن بجمعها بما فيها التبرعات التي تجمع من أجل بناء المساجد وغيرها، وبرر القرار بأن المعلومات المتوصل أليها أكدت بالأدلة والبراهين أن "أموالا كثيرة تجمع من أشخاص غير مؤهلين وتذهب إلى مصادر مجهولة غير تلك التي جمعت من أجلها"، كاشفا عن جمع ما لا يقل عن 4 ملايير دج من التبرعات في 2014، وهي مبالغ تفرض على الوزارة "أن تعرف ما طبيعة التبرعات ومن يجمعها وكم هذه التبرعات وإلى أين تذهب"، في إشارة إلى إمكانية توجيهها لتمويل جماعات إرهابية أو منظمات دينية غير سنية، حيث أكد عيسى، أن جمع التبرعات لبناء المساجد لم تكن يوما من اختصاص وزارة الشؤون الدينية، كاشفا عن أن عدد مشاريع بناء المساجد 2800 مسجدا وليس 6000 مثلما تم تداوله، مضيفا أن التبرعات يتم جمعها وفق مرسوم مشترك بين وزارته ووزارة الداخلية، حيث تقع المسؤولية على الوالي وإمام المسجد، ويتم تحويل الأموال المجموعة في المساجد إلى الخزينة العمومية، ومنها إلى الجمعيات، مشددا على أن المال لا يمكن أن يحيد عن مساره أو يوجه إلى غير وجهته الأصلية، واستطرد أن التعليمات التي وجهت إلى الولاة لتحديد مصدر التبرعات لا علم له بها، قائلا: "نحن نرفع تقريرا مفصلا لأن شبكة التفتيش توضح مسار المال ووجهته. لذا فإن المال يصب في قناته الرسمية"، مضيفا أن الوزارة تنتظر التعليمات لمواصلة بناء 288 مسجدا. في سياق آخر، أكد الوزير خلال إشرافه على التحضير لجائزة الجزائر الدولية لحفظ القران وتفسيره بدار الإمام بالمحمدية، أنه لن يصدر أي تعليمات بشأن تسيير صلاة التراويح في شهر رمضان الكريم، فيما يتعلق بالإطالة أو التخفيف، مبررا أن تلاوة القرآن في التراويح تقتضي تقسيمه على ثلاثين يوما بمقدار حزبين في كل ليلة. فيما شدد على ضرورة إخطار المجالس العلمية بضرورة التقيد بقراءة ورش دون حفص لأنها قراءة التابعين. وعن إعانة الفقراء في الشهر الفضيل، فند محمد عيسى الإحصائيات التي قدمتها رابطة حقوق الانسان حول وجود 10 ملايين فقير في الجزائر، إذ لا يمكن أن يكون ربع الجزائريين فقراء، متهما إياها بالتهويل والتضخيم، مشيرا إلى أن مصالحه أحصت 600 ألف عائلة بحاجة إلى مساعدة، وستشارك الوزارة في تقديمها في رمضان كما ستوزع زكاة الفطر وملابس العيد.