يدخل اليوم التجمع الوطني الديمقراطي، مرحلة مفصلية تترجمها قيادة جديدة للحزب أملتها تطورات متسارعة، حسب ما أكده الأمين العام المتنحي عبد القادر بن صالح الذي رمى المنشفة بشكل رسمي قبل أسبوعين من الدورة التي سترسم مشهدا سياسيا جديدا، غير أن التطورات مرت بسلاسة دون إحداث إرباك داخل الأرندي الذي أثبت قدرته على سن الخروج من الأزمات دون صدامات على خلاف باقي التشكيلات السياسية. وستعرف دورة المجلس الوطني العادية عودة الأمين العام السابق أحمد أويحيى الذي لم يحدث المفاجأة بعودته، لا سيما أنه ظل مطلبا وسط المناضلين منذ رحيله، غير أن الخطة التي سيسير عليها الحزب في قيادة الرجل الذي جاء ليعطي نفسا جديدا للحزب اتهم بن صالح بالتسبب في تراجع دوره هو ما سيحدث المفاجأة، حيث إن تسارع الأحداث في بيت التجمع الوطني الديمقراطي، تترك عودة أحمد أويحيى إلى واجهة قيادة الحزب علامات استفهام كثيرة عن توقيت وخلفيات هذا الالتفاف المفاجئ حول الرجل الذي كان إلى وقت قريب الخصم الأول للجميع في الأرندي، إلا أن الأمر المؤكد هو أن السلطة تحتاج إلى الرجل في الحزب الذي لا يزال يحمل صفة "الإدارة" وبات من المؤكد أن السلطة لا تملك خيارات بديلة عن أحمد أويحيى واختارته ليكون رجل المرحلة القادمة لحسابات ستكشفها الأيام القادمة. وبالعودة إلى قوانين الحزب، فإنه من المتوقع أن يرأس دورة اليوم جوان، العضو الأكبر سنا والأصغر سنا من أعضاء المجلس الوطني، ويتعلق الأمر في هذه الحالة بوزير الشؤون الدينية السابق بوعبد الله غلام الله، والعضو الأصغر سنا طارق مصمودي، على أن تتم عملية انتخاب خليفة عبد القادر بن صالح في بداية الدورة، وبعدها تستأنف الأشغال بطريقة عادية تحت رعاية الأمين العام الجديد - القديم. ويعول مهندسو العملية على التصويت لصالح أويحيي بالإجماع. ومن المنتظر حضور أعضاء المجلس الوطني من المغضوب عليهم والذين كانوا وراء الحركة التصحيحية التي أطاحت بأحمد أويحيى أشغال الدورة، على غرار وزير التربية السابق أبوبكر بن بوزيد الذي قاطع أشغال الدورة السابقة وكذا الوزير شريف رحماني. وحسب مصادر من الحزب، فإن الأمانة الوطنية تعيش حالة من الترقب، حيث هناك مطالب بانتخاب أمانة جديدة رفعت لأحمد اويحي، حسب المصدر، حيث تلقى هذا المقترح من عدة مناضلين الذين شددوا على اختيار أمانة وطنية سياسية وليست إدارية تتماشى مع تصورات الحزب للمرحلة القادمة، غير أن مصادر مطلعة استبعدت هذا الطرح خلال الدورة، حيث سيفضل أحمد أويحيى الإبقاء على التشكيلة الحالية في المرحلة القادمة إلى حين انتهاء الفترة الانتقالية، لا سيما أنه سيؤكد أن عودته جاءت من أجل استقرار الحزب وليس خلق صدامات جديدة قد تعكر المؤتمر الاستثنائي المقبل.