لم آت للانتقام وسنتصدى لأي مبادرة تشكك في اختيار الشعب استقبل، أمس، مناضلو الأرندي الأمين العام الجديد، أحمد أويحيى، بعد عامين من الغياب "الاضطراري"، بالزغاريد والعناق، في مشهد أكد تزكية جماعية لأحمد أويحيى قبل دخوله القاعة التي احتضنت دورة المجلس الوطني العادية لحزب الأرندي، حيث تجمهر المئات من أعضاء المجلس الوطني تباعا للترحيب بعودة أحمد أويحيى، واصطفوا لتهنئة رئيس ديوان رئيس الجمهورية بعودته لقيادة الحزب، في ظل غياب الأمين العام المتنحي عبدالقادر بن صالح عن الدورة، إلى جانب عدد من الأعضاء الذين تصدروا الحركة التصحيحية التي أطاحت بأحمد أويحيى واضطرته لرمي المنشفة قبل أن يعود إلى حضن الحزب بقوة التوقيعات التي أطاحت بخليفته السابق، ومع بداية الأشغال زكى أعضاء المجلس الوطني أحمد أويحيى أمينا عاما بالنيابة للحزب ب"الأغلبية" على وقع الزغاريد والتصفيقات، في أشغال أدارها وزير الشؤون الدينية بوعبد الله غلام الله بصفته اكبر عضو في المجلس، إلى جانب أصغر عضو. أحمد أويحي عاد بعد سنتين بنفس القوة و«الكاريزما" التي كان يعرف بها الرجل الذي أطلق في كلمته رسائل سياسية عديدة وجهت لمعارضيه وحتى للطبقة السياسية، أكدت جميعها نية أويحيى تزعم المشهد السياسي في المرحلة المقبلة، وإعادة الحزب إلى الواجهة بعد تراجع أدائه السياسي خلال السنتين الماضيتين، بعد أن أعلن أويحيى عن إعادة بعث مشروع قطب أو تكتل سياسي جديد يضم أحزاب السلطة على غرارالأفالان وتاج والجبهة الوطنية الشعبية لعمارة بن يونس، وهي الأحزاب التي دعاها أويحي في كلمته إلى تشكيل كتلة موحدة من أجل " تعزيز دعمهم لرئيس الجمهورية وتقوية صوت الأغلبية". واختزل أويحيى خطة عمله التي سترسم مسار وصورة الحزب في المرحلة القادمة في 3 مرتكزات، أبرزها مشاركة الأرندي في الحياة الوطنية، وبعث قاطرة التحالف الجديد، بالإضافة إلى الحرص على مشاركة فعالة للحزب في النقاش السياسي المحلي، مع احترام جميع الفعاليات الأخرى. وجدد الأمين العام الجديد دعم الأرندي اللامشروط لرئيس الجمهورية، بل ذهب إلى أبعد من ذلك من خلال التأكيد على دعم حكومة سلال التي اعتبرها " شريك"، مشددا على أن حزبه سيأخذ بكل فعالية، مكانه ودوره في صفوف الأغلبية البرلمانية. فيما أكد تصديه لتحركات المعارضة التي توعدها بقطع الطريق أمامها قائلا "إن حزبه سيبقى معارضا لأي مسعى يهدف إلى استبدال خيارات الشعب السيد بإرادة تكتلات سياسية عبر الاقتراعات"، قبل أن يؤكد أن الأرندي مستعد للمشاركة في جميع فرص التشاور المتاحة بين الأحزاب حول تحسين الحوكمة في البلاد، مع احترام اختيار الشعب والمؤسسات الشرعية القائمة. وحملت رسالة أحمد أويحيى تطمينات لخصومه داخل الحزب وتأكيدا على أنه لم يأت لدواع انتقامية، بل من اجل إعادة التوازن للحزب ورص صفوفه، ولن يمارس التهميش، حيث أكد "أنه أخ ورفيق لكل مناضل ومناضلة في الحزب، دون تمييز بين المقامات ودون ذهنية انتقامية أو إرادة إقصاء أو تهميش، لأن المهمة في الأساس هي رص الصفوف"، مؤكدا في الوقت ذاته اعتماده على الحوار والتشاور داخل الحزب.