شكك أمنيون في المعلومات المتعلقة بمقتل زعيم المرابطون مختار بلمختار المدعو "الأعور" في غارة جوية على منطقة اجدابيا الليبية، خصوصا أن القوات الأمريكية التزمت الصمت، في حين أكد الجيش الليبي أنه قضي عليه. وكشف مصدر أمني مقرب من الجيش الليبي ل«البلاد"، عن أن غياب صور أو شريط فيديو يثبت مقتل الأعور، يجعل الشكوك تدور حول مقتله، خاصة أن الحكومة الليبية بادرت إلى إعلان الخبر بالرغم من أن القوات الأمريكية هي التي نفذت العملية، مشيرا إلى احتمال أن يعاد سيناريو مقتل بلمختار في مالي، أين أعلن الجيش التشادي عن أنه قضى على الإرهابي بينما تحفظت القوات الفرنسية على تأكيد ذلك، ليظهر بعدها ويعلن مسؤوليته على الاعتداء الإرهابي الذي نفذه في النيجر. وأضاف ذات المصدر، أن تحاليل الحمض النووي هي الوحيدة القادرة على كشف هوية القتلى، مثلما حدث مع الإرهابي الجزائري عبد الحميد أبو زيد الذي قتل في غارات للقوات الفرنسية في مالي، مشيرا إلى أن تماطل الولاياتالمتحدة في تأكيد المعلومات بشأن مقتل الأعور، يجعل الاحتمال الأكبر أنه لم يقتل، خصوصا أن بعض المصادر المطلعة على الشأن الأمني في يليبا، أكدت أنه لم يكن في أجدابيا، ولم تنف أنه متواجد في ليبيا، هذا ما يؤكد أن الغارة الأمريكية استندت إلى تقارير استخباراتية، كانت تقتفي آثار الإرهابي للقضاء عليه في الوقت المناسب. في السياق، تردد المصدر في الكشف عن القاعدة العسكرية التي انطلقت منها الطائرات الأمريكية التي نفذت الغارة، واكتفى بالتلميح إلى أن العملية تمت بالتنسيق مع دول وأطراف قريبة من ليبيا، يأتي هذا بعد وقت قصير من إعلان الولاياتالمتحدة أنها اختارت تونس لتكون عضوا غير حليف لقوات الناتو، مما يرجح بأن تكون المقصودة من التلميحات. ويعتبر زعيم المرابطون "الأعور" الموالي لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، المطلوب الأول في الجزائر، بعد تبنيه للهجوم الإرهابي الذي طال قاعدة الغاز بتيڤنتورين بعين اميناس مطلع 2013، الذي أسفر عن وقوع عدد كبير من القتلى الأجانب، كما أنه مطلوب من قبل عدة دول في مقدمتها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي وضعته على رأس لائحة الإرهابيين المطلوبين، إلى جانب اليابان التي تلاحقه بسب مقتل رعاياها في حادثة تيڤنتورين، في وقت أكد فيه البنتاغون أنه في حال تأكد مقتله فإن ذلك يمثل نجاحا قويا للقوات الأمريكية.