تضاربت خلال ال24 ساعة الأخيرة، الأنباء حول مقتل الإرهابي المرتبط بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مختار بلمختار، أحد مدبري الهجوم الدموي على منشأة تيغنتورين، مطلع 2013، فبينما أعلنت الحكومة الليبية المعترف بها دوليا مقتله في غارة نفذتها طائرات أمريكية في شرق ليبيا ليل السبت، اكتفت واشنطن بتأكيد الغارة من دون أن تؤكد وفاته. أفاد بيان لحكومة عبد الله الثني، أن ”الطائرات الأمريكية قامت بمهمة نتج عنها قتل المدعو المختار بلمختار، ومجموعة من الليبيين التابعين لإحدى المجموعات الإرهابية بشرق ليبيا”، وأضافت أن الغارة الأمريكية تمت ”بعد التشاور مع الحكومة الليبية الموقتة للقيام بهذه العملية التي تساهم في القضاء على قادة الإرهاب المتواجدين على الأراضي الليبية”. ولاحقا، أكد البنتاغون أن الغارة شنتها طائرات أمريكية واستهدفت بلمختار، زعيم جماعة ”المرابطون” الإرهابية، وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، الكولونيل ستيفن وارن، أنه ”بوسعي أن أؤكد أن هدف الضربة التي نفذت الليلة الماضية السبت، في ليبيا، تندرج ضمن إطار مكافحة الإرهاب”، وأضاف أن ”الغارة نفذتها طائرات أمريكية، ونحن نواصل تقييم نتائج العملية وسنقدم تفاصيل إضافية في الوقت المناسب”. من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الليبية عن مصدر مسؤول في الحكومة الموقتة، ومقرها مدينة البيضاء في شرق ليبيا، أن الغارة ”جرت ليل السبت إلى فجر الأحد، في مدينة اجدابيا التي تبعد 160 كلم غرب مدينة بنغازي، كبرى مدن الشرق الليبي”، موضحا أن الغارة استهدفت ”إحدى المزارع حيث كان يعقد بلمختار اجتماعا مع قادة تنظيمات إرهابية بينها أعضاء في جماعة أنصار الشريعة”، التي تعتبرها الأممالمتحدة منظمة إرهابية. لكن وكالة ”أسوشيتد برس” الأمريكية نفت على لسان ”إسلامي”، مقتل بلمختار، لأنه لم يكن متواجدا في الموقع المستهدف. وهي ليست المرة الأولى التي يعلن فيها عن مقتل ”الأعور”، وكانت تشاد قد أعلنت في أفريل 2013، مقتله، أي بعد ثلاثة أشهر على عملية احتجاز الرهائن بمنشأة، عين أميناس. وبلمختار، هو قيادي سابق في”تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” قبل أن يغادره ويؤسس في نهاية 2012، تنظيم ”الموقعون بالدم”، وفي 2013، اندمج تنظيمه مع حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا، إحدى المجموعات الإرهابية التي سيطرت على شمال مالي بين خريف 2012 ومطلع 2013، لتولد بذلك جماعة ”المرابطون” التي تزعمها بلمختار، ولكن هذه الزعامة كانت موضع تشكيك مؤخرا من جانب خبراء في شؤون الجماعات الإرهابية. وبحسب الخبراء فإن الانقسامات داخل قيادة ”المرابطون” خرجت إلى العلن مع إعلان أحد قادتها في منتصف ماي الماضي، مبايعة الجماعة لتنظيم الدولة الإسلامية، ثم نفى بلمختار نفسه ذلك، وجدد البيعة لزعيم القاعدة أيمن الظواهري. وقد حُكم على بلمختار، بالإعدام في الجزائر بتهم ”الإرهاب الدولي والقتل والخطف”، كما يتهم بالوقوف وراء اغتيال أربعة فرنسيين بموريتانيا، في ديسمبر 2007، واختطاف كنديين اثنين في 2008، وثلاثة إسبان وايطاليين اثنين في 2009، كما حددت واشنطن مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات مؤكدة عنه.