أمريكا تفطنت للأمر بعد مقتل الرهائن الأجانب شددت الولاياتالمتحدة على اعتبار الإرهابي الجزائري مختار بلمختار المدعو "الأعور" من بين أخطر الإرهابيين المطلوبين لديها، حيث تم تصنيفه ضمن العناصر الأكثر تهديدا للأمن الدولي بعد تبنيه الهجوم الإرهابي على منشأة الغاز بتيڤنتورين منتصف شهر جانفي الماضي الذي أسفر عن مقتل 40 شخصا من الأجانب. ونشرت "سي أن أن" الإخبارية الأمريكية، أسماء وصور 10 إرهابيين من بين الأخطر في العالم المطلوبين لدى مصالح الاستخبارات الأمريكية، منهم الجزائري مختار بلمختار قائد كتيبة "الموقعون بالدماء"، الذي لم توله أجهزة الأمن الأمريكية أهمية كبيرة ولم تكن تعي خطورته قبل أن ينفذ الاعتداء الإرهابي على منشأة تيڤنتورين الذي خطط له بإحكام، بعدما قامت مجموعة إرهابية تتكون من 32 عنصرا بالهجوم على قاعدة الغاز التي تضم عددا كبيرا من العمال الأجانب التابعين لمؤسسات عالمية، وحاصرتهم كرهائن لمدة 3 أيام قبل أن تتمكن من قتل 40 رهينة منهم جزائري، حيث قام "الأعور" بتبني الهجوم مؤكدا أن كتيبته تمثل الدرع الواقي للتنظيم، كما نفذ هجمات عديدة بعد ذلك على غرار الهجوم على أكاديمية عسكرية وعلى منجم فرنسي لليورانيوم في ماي الماضي، رغم الحصار الذي فرضته القوات الفرنسية المتدخلة في مالي عليهم وشلت تحركاتهم. ويعرف بلمختار بكونه جهاديا من أبرز القياديين في تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، حيث قاد عديد الكتائب ونفذ عديد العمليات الإرهابية، إلى جانب ممارسته التجارة غير المشروعة كالتهريب والاختطاف، حيث تمكن من جمع أموال طائلة مقابل إطلاق سراح الأجانب الذين كان يختطفهم ويحتجزهم في مالي. كما أكدت الاستخبارات الأمريكية أنه تمكن من ربط علاقة جيدة مع الجماعات الجهادية في ليبيا في ظل انعدام الأمن بها، وعلى إثره رصد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي مكافأة قدرت ب 5 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات عن مكانه. ووردت في التقرير ذاته أسماء وصور إرهابيين آخرين من بين الأخطر حسب السجل الإجرامي، والذين ينتمون إلى القاعدة أو تنظيمات مسلحة أخرى بداية من زعيم القاعدة أيمن الظواهري الذي يسعى للاستفادة من التدهور الأمني في الدول الإسلامية لفرض سيطرته عليها، خصوصا في المغرب العربي، ناصر الوحيشي (36 عاماً)، الذي كان السكرتير الخاص لبن لادن في أفغانستان قبل أن ينتقل إلى اليمن ليستهدف الأجانب والسفارات الأجنبية، إبراهيم العسيري (31 عاماً)، وهو ليس اسماً مألوفاً، إلا أنه يثير الكثير من القلق لدى وكالات الاستخبارات الغربية، لأنه صانع القنابل الرئيسي داخل تنظيم القاعدة، ويعتقد أنه صاحب تصميم "القنبلة المخبأة في الملابس الداخلية"، التي كانت ستستهدف طائرة ركاب يوم عيد الميلاد عام 2009 فوق مدينة ديترويت الأمريكية، ويعتقد أيضاً أنه صاحب تصميم "القنابل المخبأة في الطابعات"، التي تم نقلها من اليمن نحو أمريكا، مختار علي الزبير الذي أصبح زعيم حركة الشباب الصومالية أواخر عام 2008. وتتركز مهام تلك الحركة في نشر الحكم الإسلامي داخل الصومال، ونجحت في استقطاب عدد كبير من الصوماليين وآخرين من أمريكا وأوروبا للقتال في صفوفها، وآخر هجماته نفذها شهر سبتمبر الماضي على مجمع ويست جيت التجاري في العاصمة الكينية نيروبي، أبو محمد الجولاني، ولم يكن معروفاً ذلك الشخص أيضاً منذ عام مضى مثل بلمختار تماماً، غير أن حالة الحرب الأهلية التي تشهدها سوريا أدت إلى ظهوره كأحد الإرهابيين الذين يمتلكون خبرة قتالية عالية. أبو بكر البغدادي، وهو أحد العوامل التي ربما تؤثر في نمو جبهة النصرة وفاعليتها داخل سوريا لعلاقاته بالجهاديين في العراق، وهو زعيم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (في سوريا)، أشرف البغدادي على العديد من الهجمات الإرهابية ضد المناطق التي تقطنها أغلبية شيعية والأجهزة الأمنية، وأعلن مسؤوليته عن موجة التفجيرات التي ضربت العاصمة العراقية بغداد في 30 سبتمبر الماضي، والتي راح ضحيتها أكثر من 50 شخصاً. سراج الدين حقاني، وهو القائد الفعلي لشبكة حقاني المسؤولة عن العديد من الهجمات في العاصمة الأفغانية كابول في السنوات الأخيرة، فضلاً عن قيامها بهجمات انتحارية أخرى عامي 2008 و2011 في فندقي "سيرينا" و"إنتركونتيننتال" بكابول، وأسفر الهجومان عن مصرع 18 شخصًا.