السلفيون يصنعون الاستثناء ويثيرون جدلا فقهيا وفلكيا تعرف العديد من ولايات الوطن، حالة من الفوضى في الأذان، خاصة في أذان صلاتي الصبح والمغرب، ما أثار الكثير من الشك لدى الجزائريين خصوصا في شهر رمضان الكريم، حيث يرتبط الأمر بالإمساك والإفطار، مما من شأنه أن يهدد صيامهم، حيث أدى الفارق في توقيت الإعلان عن دخول الصلاة في المنطقة الواحدة، بالصائمين إلى البحث عن الأذان الصحيح لاتباعه، بالرغم من جهود وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لضبط مواعيد الاذان في كامل التراب الوطني، وحث الائمة والمؤذنين على اتباع الرزنامة التي وضعتها، والتي تعتمد على دراسات وأبحاث فلكية تقنية، إلى جانب الخبرة الشرعية في تحديد مواقيت الصلاة. هدى مبارك غياب تأطير جدي للمساجد من قبل الوزارة ساعد على الفوضى وأرجع رئيس المجلس المستقل للأئمة، جمال غول في اتصال ب«البلاد"، هذه الفوضى إلى غياب تأطير جدي للمساجد من طرف الوصاية، موضحا أن الأذان هو إعلان عن دخول وقت الصلاة، ولابد أن يكون موحدا في المنطقة ذاتها، موضحا أن التفاوت راجع إلى عدم بسط الوزارة لنفوذها على كامل المساجد، وذلك راجع لعدم وجود مناصب مالية جديدة، وإخفاق الوزارة في الضغط على الحكومة لفتح المزيد من المناصب، حيث إن الفراغ الموجود فتح المجال أمام المتطوعين، وهؤلاء من الصعب عليها تأطيرهم وإلزامهم بتعليماتها بعكس الموظفين التابعين لها، ما يتيح الفرصة أيضا لظهور تيارات وأفكار أخرى قد تشكل خطرا على المجتمع، في إشارة إلى الفكر السلفي، مؤكدا أن الفكر لا يحارب إلا بفكر آخر، ولهذا لابد على الوزارة أن تمتلك مجالس علمية قوية تستطيع إقناع أي طرف بالحجة والدليل، من خلال اعتمادها على الكفاءات الوطنية. وأضاف غول، أن التفاوت في أذان الفجر والمغرب، خصوصا إذا حدث التقديم، يهدد صيام الجزائريين، فإذا كان الأذان قبل وقت دخول الصلاة يكون الصيام باطلا، والصلاة أيضا قبل وقتها باطلة، لأن دخول الوقت شرط أساسي لصحتها، ما يترتب على المواطنين على الأقل "قضاء اليوم"، مؤكدا أن الخلافات الموجودة بين المساجد لابد أن لا تنتقل إلى الصلاة. فارق أكثر من دقيقة واحدة في الآذان يهدد صيام وصلاة الجزائريين في السياق، كشف رئيس جمعية الشعرى لعلم الفلك ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلم الفلك، البروفيسور جمال ميموني، أن الرزنامة التي وضعتها وزارة الشؤون الدينية، تعتمد على خبراء ومختصين من معهد الفلك، وهي علميا صحيحة، حيث لكل ولاية توقيت محدد، إلا أن التفاوت في الآذان، سببه تصرفات فردية من قبل عدد من الأئمة، الذين يسعون للتشكيك في الرزنامة كالأئمة المحسوبين على التيار السلفي، وأضاف أن فارق بعض الثواني أو دقيقة، لا يشكل خطرا على صلاة الجزائريين، إلا أنه إذا زاد عن دقيقة فإنه يهدد صلاتهم وصيامهم، حيث دعا الجزائريين في حال الشك إلى اتباع الرزنامة التي تضعها الوزارة والتي تعلق في المساجد وموجودة على الانترنيت، حتى يتفادوا جميع الشكوك. وأوضح الخبير الفلكي في اتصال ب«البلاد"، أن هناك اجتهادات موحدة معمول بها في الجزائر والعالم العربي خاصة فيما يتعلق بصلاتي الفجر والعشاء. حجيمي للسلفيين: "الفتنة أشد من القتل ومن يفتن أمة يتحمل إثم ذلك" من جانبه، شدد الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدّينية والأوقاف، الشيخ جلول حجيمي، على ضرورة التحري عن التوقيت الصحيح للآذان، مشيرا إلى أن الاخلال بالمواقيت يمكن أن يتسبب في إفطار الجزائريين، وأوضح أن فارق بعض الثواني بين مسجد وآخر، أمر معهود ولا يشكل خطرا. أما إذا زاد عن ذلك، فلا بد على وزارة الشؤون الدينية أن تتدخل، مضيفا أنه بالنسبة للمؤذنين، فإنه في حال الشك لابد من تأخير أذان المغرب في رمضان على أن يقدم. أما بالنسبة لأذان الفجر فلابد على الجزائريين ان يتحروا في الإمساك، أي أن يمسكوا بوقت معتبر قبل آذان الفجر، حتى لا يتركوا مجالا للشك، إلا في حالة الضرورة القصوى كأخذ شربة ماء. أما الاكل فمن الضروري أخذ الاحتياطات اللازمة، بالاستيقاظ مبكرا وقت السحور. الشيخ فركوس:«الرزنامة الرسمية غير صحيحة" ونشر عميد التيار السلفي في الجزائر، والأستاذ الجامعي بجامعة الخروبة للعلوم الشرعية، الشيخ محمَّد علي فركوس، في موقعه على الانترنيت، أنَ الفجر فجران: فجرٌ صادقٌ ، وفجر كاذب، مشيرا إلى أن "الفجر الحقيقي الذي تصح به الصلاة هو الفجر الصادق، حيث لا يجوز أداء الصلاة قبل دخولها، وإلا وجبت الإعادة، موضحا أن الاذان الرسمي الحالي المبني على التوقيت الفلكي يتضمن خطأ ثابتا بالمشاهدة.