التحالف الرئاسي بين ''إخوان'' الرضاعة، والذي صمد لعهدتين كاملتين في وجه الأعاصير، حفاظا على ''الأناقة'' السياسية للبلد، يسير نحو التآكل، والتبدد والمصير المحتوم، وأول غيثه، قطرة أويحيى التي أقصت عهدة بلخادم من حصيلة الحكومة، فأفاضت كأسا كان مملوءا أصلا، ليخرج للعلن ما كان في ''الشجن''، وتطفو على ساح الانتخابات القادمة، تداعيات تحالف. لم يكن في الحقيقة إلا ''تناتف''، من النتف .. النيران الصديقة التي أطلقها بلخادم في اتجاه حليفه و''غريمه'' السياسي أويحيى الأول في الحكومة وفي الأرندي، والتي من خلالها أبلغ العالمين بأن جيش الأفلان لن يقف مكتوف الأيدي أمام أي مغالطات قد ترد من طرف الوزير الأول أثناء إنزاله البرلماني. تلك النيران الصديقة، كشفت أن زمن الوصل بالأندلس وبقصر سعدان الحكومي بين الأفلان والأرندي قد ولى إلى حين رجعة.. فبين شرط ''اللباقة'' الذي وضعه بلخادم في مناقصته السياسية المفتوحة على كافة الاحتمالات، وبين حدود ''الأناقة'' السياسية التي كانت تزين علاقة الحزبين كحليفين استراتجيين، اقتسما الريع و''البيع'' بالتقسيط وفق ''شد مد''، فإن ''القرض مات'' وبلخادم قالها لأويحيى دون تحفظ، بعدما نبهه أن الأفلان قد ألغى التعامل بالكريدي السياسي.. وزير بلا حقيبة يحذر وزير كل الحقائب، من مغبة أن تتحول ''شعرة'' معاوية التي تشده إليه إلى ''صخرة'' معاوية التي يمكنها أن تهشم أنفه السياسي، ألا يؤذن ذلك بأن الحرب على الأبواب، وأن كأس بلخادم قد فاض بما فيه وما عليه؟ فالرجل المعروف عنه الهدوء والتحفظ والدعاء بالمغفرة لمن تجاوزا في حقه، انقلب على طيبته، وطينته ومسالمته للأشياء وللظروف وللتحالفات، ليرفع شعار ''الإعاقة'' لمن يتجاوز حدود ''اللياقة'' ولا يهم المعنى بقدر ما يهم ''المعنى'' بثورة وغضبة بلخادم؟ فترى ماذا يجري في مطبخ السلطة وما هي التوابل التي دفعت رجلا بهدوء و''هدنة'' بلخادم إلى تشفير رسالة لأويحيى محارب وزاحف وطامح، مفادها ، أسلم تسلم.. وإما ''اللياقة'' أو الإعاقة.. هي حربهم إذا، وهي ''انتخابات'' على أبواب ,2012 وهي خريطة قادمة، عجلت بصراع كان مؤجلا لحين، ففجرته، حصيلة، ألغت من زمن التنمية والحكومة الإشهار الانتخابي، عهدة لرئيس حكومة سابق وجد نفسه، خارج أرقام وإنجازات أويحيى، فكانت ''الغضبة'' الكبرى من السابق في ''الشعرة'' التي كانت تربطه بالحالي، وبين أن يلتزم أويحيى بحدود ''الأناقة'' واللياقة السياسية، كما نصحه خصمه وغريمه، في حادثة إطلاق النيران الصديقة، أو يختار ''الإعاقة'' السياسية من طرف حزب، لايزال القوة الأولى ''عدديا'' رغم هزاته وظروفه السياسية التي يمر بها سقف بيته، فإن أويحيى قد أخرج أوراقه كاملة مستغلا حالة غريمه، فكان الذي كان، فالوزير الأول، وفق ما هو متوفر له من فتوحات، كشف عن ملامحه أنه يريد أن يكون الأول في السياسة كما هو أويحيى الأول في الحكومة، ولا يهم إن انشطر ''التحالف'' والتآلف بينه وبين أقرب مقربيه، مادامت الحرب سجالا ونزالا وفرصا فقدها بلخادم يوم غادر الحكومة كرئيس لها وكسبها أويحيى يوم عاد من منفاه السياسي ليجدد أحلامه في أنه نموذج للمقاتل الشرس الذي يعلم من أين ''تنتف'' الكتف، في انتظار أكلها على نار، ظهر بأنها لن تكون ''هادئة''، مادام بلخادم قد خرج عن واجب ''التحفظ'' الأخوي، رافعا سلاح، إما اللياقة أو الإعاقة بمفهومها السياسي الشامل. التحالف الرئاسي بين ''إخوان'' الرضاعة، والذي صمد لعهدتين كاملتين في وجه الأعاصير، حفاظا على ''الأناقة'' السياسية للبلد، يسير نحو التآكل، والتبدد والمصير المحتوم، وأول غيثه، قطرة أويحيى التي أقصت عهدة بلخادم من حصيلة الحكومة، فأفاضت كأسا كان مملوءا أصلا، ليخرج للعلن ما كان في ''الشجن''، وتطفو على ساح الانتخابات القادمة، تداعيات تحالف، لم يكن في الحقيقة إلا ''تناتف''، من النتف، تمكن عبره أويحيى من احتلال صدارة المواقع في سباق انتخابي مفتوح على الأكثر شطارة وليس الأكثر طيبة كما هو حال بلخادم الذي استيقظ مؤخرا من سباته ليذوذ عن عرينه بعدما أصبح ''العفس'' فوق رأسه وليس في محيط مرعاه فقط .. خلاف بلخادم مع أويحيى على ما هو ''قادم'' من محاصيل انتخابية على أبواب الجني، ظهر للعلن، و''الماتش'' الموعود، انطلق دون الحاجة إلى صفارة، حكم، ورغم البعد ''الزمني'' النسبي، الذي يفصلنا عن الموعد، إلا أن ''الحزبين'' الكبيرين، دخلا الحملة و''الهملة'' الانتخابية، مبكرا، ففي الحين الذي اختار فيه أويحيى الأول، قبة البرلمان لعرض قوامه عن ''تنمية'' شاملة، خمولها، محل نظر، فإن بلخادم، اختار ''الشارع'' ليعوج منه وعبره، ولأن التاريخ يعيد نفسه، فإن نفس المشاهد، تتكرر وتتكور، ففي زمن سابق وغير بعيد، كان بلخادم يرافع من منصة رئيس الحكومة لحصيلته فيما كان ''أويحيى'' يجوب الشوارع ، ساخرا من القفة ومن ولد عباس ومن ''بابا نويل''، ليعود أويحيى إلى الكرسي معززا مكرما، وتنقل ظروف ''التقلبات'' السياسية بلخادم إلى نفس الشارع ليعود منه مطالبا بحقه في أن ''اللباقة''حتى لا يصاب أويحيى بالإعاقة لأنه نسي في خضم ''زهوه'' السياسي العام، أنه ليس معنى أن تكون ''شاطرا'' و''قافزا'' فإنه يمكن لك أن ''تضوي لبلاد وحدك''