مانويل فالس يعترف: "العدو اليوم موجود داخل فرنسا" عاد اليمين المتطرف ليوظف هجمات باريس سياسيا، وتجديد تحامله على المسلمين، مدافعا عن مطالبه العنصرية، حيث دعت مارين لوبان إلى إغلاق مساجد السلفيين، ودعت السلطات الأمنية والإستخباراتية في باريس إلى العمل على فرض رقابة شديدة على خطب الأئمة في المساجد. ولم يفوت اليمين المتطرف الفرنسي فرصة الهجوم الإرهابي الذي ضرب باريس هجماته ضد المسلمين عقب الهجوم الإرهابي الذي استهدف غاز بمنطقة إيزير جنوب شرق فرنسا وأسفر عن مقتل شخص قطع رأسه وإصابة اثنين آخرين، ليعود إلى النفخ في أبواق البنادق السياسسة المتطرفة وصعد التيار اليميني لهجته من خلال اللعب على وتر منع الهجرة ومواجهة مسلمي فرنسا من أجل تحقيق مآرب سياسية تبدو أكثر قابلية للتحقق بعد هذا الهجوم، حيث دعت مارين لوبان، زعيمة حزب اليمين المتطرف الفرنسي، الجبهة الوطنية إلى إغلاق مساجد السلفيين في فرنسا، وقالت لوبان، في تصريحاتها بمدينة بربينيان مدافعة عن مطلبها للاتحاد الأوروبي "أطالب منذ شهور بتدابير قوية وهي استعادة حدودنا الوطنية بالخروج من شنغن، وطرد الأجانب من الأراضي الفرنسية الذين يشتبه بتطرفهم الإسلامي، وطرد من يحملون جنسيات مزدوجة سواء كانوا مُدانين أم شركاء في مثل هذه الأفعال الدنيئة بعد إسقاط جنسيتهم الفرنسية. ويبدو أن الهجوم الأخير يهدد بسكب المزيد من الزيت على نار صعود اليمين المتطرف في فرنسا وفي شتى أنحاء أوروبا لتبحث عن موقع لها، فالجبهة الوطنية تستغل الهجوم الأخير في إظهار التعارض الجذري بين الإسلام والقيم الفرنسية رغم اختلافها مع الموقف الرسمي الفرنسي الذي اختارت هذه الفترة الحساسة جدا بعد هجوم الأربعاء وما رافقه ذلك من اعتداءات ضد المسلمين لإيقاد شرارات الغضب وتمرير حملتها، حيث شددت لوبان في تصريحاتها على تعزيز الوسائل البشرية للشرطة والاستخبارات والجيش، بالإضافة إلى وقف بناء مساجد جديدة، ومراقبة خطب الأئمة في المساجد. واعتبرت أن وقت الكلام والتشاور قد نفذ، داعية إلى اتخاذ تدابير قوية وحازمة لمواجهة آفة الإرهاب والتطرّف الإسلامي. من جهة أخرى، اعترفت حكومة باريس بوجود مخاوف لديها، من أن تستمر التنظيمات الإرهابية في استهدافها، مشيرة إلى أن التهديدات اليوم أكبر من تلك التي عرفتها فرنسا في وقت سابق، لأن العدو اليوم ليس موجودا في دولة أخرى وإنما موجود داخل التراب الفرنسي. وعبر الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس عن مخاوف بلاده من أن تصبح الهدف الرئيسي للتنظيمات الإرهابية في مقدمتها تنظيم داعش، لأنها لم يسبق وأن واجهت تهديدات مماثلة، موضحا: "العدو اليوم موجود داخل فرنسا"، في إشارة إلى المتورطين في الاعتداءات التي طالت فرنسا في الفترة الأخيرة، والذين يحملون الجنسية الفرنسية وينحدرون من دول عربية، وأضاف فالس، أنه لا يمكن للفرنسيين العيش تحت تهديد الهمجية، القتل والبربرية، مؤكدا على أن التحقيقات في الاعتداء الأخير الذي طال مصنع الغاز بايزر لا تزال متواصلة.