ال 25 أوت موعد محاكمة مرشد الإخوان المسلمين بدأت تلوح في الأفق تباشير حل قريب للأزمة المصرية، فكل التفاصيل التي حدثت بشكل مفاجئ ومتوال خلال الساعات الأخيرة تفرض هذا الطرح وتغلب جانب الانفراج على جانب التعقيد، خاصة مع تسارع وتيرة اللقاءات السياسية بين القوى المصرية والغربية إثر زيارات مسؤولين غربيين إلى المنطقة، وجاءت المبادرة الأولى من الاتحاد الأوروبي حيث بادرت ممثلته كاثرين آشتون إلى التوسط لجمع الفرقاء في مصر. الدوحة تدلي بدلوها في الأزمة المصرية وصل وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية إلى القاهرة مع بزوغ فجر أمس في أول زيارة يقوم بها مسؤول قطري إلى مصر بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي، يلتقي خلالها عدد من المسؤولين المصريين، ويحاول العطية من خلال زيارته عرض المقترحات القطرية على الأطراف المصرية بشأن الحلول المرتقبة للأزمة، كما قد تغير مبادرة الدوحة التي كانت أهم داعم لحكم الإخوان في مصر تفاصيل المشهد العام في مصر خاصة وأن قطر وعدت مصر بمليارات الدولارات كمساعدات واستثمارات، وتحركت الجهود القطرية عقب مناقشة العطية للأزمة المصرية في لندن مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري هذا الأخير الذي أعلن في وقت سابق عن موقف واشنطن من الصراع على السلطة في مصر معتبرا أن ما حدث مع مرسي ليس انقلابا عسكريا وإنما استجابة لمطالب الشعب، داعما بذلك خطوات سلطات البلاد التي تسيير المرحلة الانتقالية، كما تضاف خطوة قطر لمبادرة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أرسلت مساعد وزير خارجيتها وليام بيرنز بشكل مفاجئ إلى القاهرة، وهي الزيارة التي وصفت بمثابة الفرصة الأخيرة لتفادي حدوث المزيد من التصعيد بين قوات الأمن وأنصار الإخوان المسلمين المعتصمين يوميا في ميداني رابعة العدوية والنهضة للمطالبة بعودة رئيسهم المخلوع محمد مرسي. ومع أن هذه اللقاءات المصرية الغربية لم تدل بكثير من التفاصيل بشأن الخطة المتبعة لحل الأزمة المصرية في انتظار ما تسفر عنه المحادثات المصرية القطرية، إلا أن الأكيد أن الحوار بين القوى السياسية سيكون أولى الخطوط العريضة التي ستتفق عليها الأطراف المتصارعة في مصر بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين، في ظل دعوات وزارة الداخلية، مجلس الوزراء وكذا الجيش إلى ضرورة إخلاء الميادين وتعهدات الداخلية بعدم التعرض لملبي هذه الدعوات، كما أكدت القيادة المصرية على أن تشمل التسوية السياسية الجميع في إطار خريطة الطريق المعلن عنها في الثلاثين جوان، وتحاول الأطراف الدولية المتمثلة في الولاياتالمتحدة، أوروبا وقطر الإبقاء على الإخوان كلاعب هام في الملعب السياسي المصري من جهة، وتسعى هذه الأطراف من جهة أخرى لحماية استماراتها المالية والسياسية التي قدمتها لدعم مصالحها في منطقة الشرق الأوسط. الإخوان عين على الحوار وأخرى على الميادين بالموازاة مع جهود التسوية السياسية الغربية والعربية المتسارعة يبقى مصير اعتصامات أنصار مرسي مجهولا أمام تمسك مؤيدي مرسي بمطلبهم وإصرارهم على البقاء ضمن قافلة العملية السياسية ورفضهم الإقصاء، حيث أكدت جماعة الإخوان المسلمين أمس بعد لقاء ممثلين عنها بيرنز في القاهرة إصرارها على مطلب عودة مرسي إلى الحكم، كما أبدى التحالف الوطني لدعم الشرعية قبولا مبدئيا بشأن محادثات البحث عن حل سياسي مستعجل للأزمة، ما أكده تصريح المتحدث باسم التحالف، طارق الملط، الذي قال أن التحالف يحترم مطالب الجماهير التي خرجت في احتجاجات حاشدة يوم 30 جوان وأدت إلى إطاحة الرئيس السابق محمد مرسي، واشترط استبعاد وزير الدفاع الحالي عبد الفتاح السيسي من أي عملية سياسية وإرساء حل يستند إلى الدستور، بالمقابل أكد بيان حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، أن التحالف الذي يضم مجموعات إسلامية مؤيدة للرئيس السابق محمد مرسي أبلغ بيرنز تمسكه بموقفه المطالب بعودة الرئيس، الدستور ومجلس الشورى، كما أبلغه رفض الإخوان لتصريحات جون كيري الداعمة للانقلاب العسكري، إلى جانب لقاء الفريق أول عبد الفتاح السيسي النائب الأول لرئيس الوزراء وقائد الجيش بعض ممثلي التيارات الدينية الإسلامية لبحث الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد، لكن على أرض الواقع يبقى أنصار مرسي متمسكين بالشوارع، حيث واصلوا أمس اعتصامهم بميداني رابعة والنهضة، في يوم احتجاجي دعوا فيه كل التيارات الإسلامية العالمية إلى الخروج لدعمهم ومساندة شرعيتهم، فيما يرفض معارضو الإخوان عودة مرسي إلى السلطة ويطالبون بدستور جديد لا يقوم على تعديل الدستور الذي وضعه الرئيس المعزول، وكذا الحفاظ على مكتسبات ثورة الثلاثين جوان بدل مكتسبات الخامس والعشرين يناير. ومن الخطط المقترحة لحل الأزمة المصرية القضاء الفصل في عقدة المنشار في البلاد وهو الرئيس المخلوع محمد مرسي الذي يتجمهر الآلاف منذ 30 جوان للمطالبة بعودته، وكشفت صحيفة ”صنداي تايمز” البريطانية أن الولاياتالمتحدة ودولا من الاتحاد الأوروبي طرحت خطة تقتضي بالإفراج عن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي مقابل نفيه من البلاد، وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر أمس أن الخطة تأتي في سياق الجهود لإنهاء الأزمة في مصر، وبضمانات سعودية وإماراتية تضمن وقف حملات الاحتجاج للإخوان المسلمين، وعلى الرغم من أن الصحيفة لم تتطرق إلى الجهة التي عُرضت عليها الخطة ولا رد فعل الطرف الآخر، كما لم تشر إلى تلقي الإخوان المسلمين لهذا العرض ولا إلى موقف الجيش المصري منه، وذكرت الصحيفة حسب مصادرها أن مكان احتجاز مرسي يقع في مركز عسكري قرب القاهرة، إلى ذلك حدد القضاء المصري أمس تاريخ 25 أوت موعدا لمحاكمة المرشد العام للإخوان المسلمين ونائبيه في قضية قتل متظاهرين.