نشب نهاية الأسبوع الفارط بإقليم بلدية البرانيس، على بعد 20 كم عبر الطريق الوطني رقم 87 من عاصمة الزيبان بسكرة، خلاف عشائري بين عائلة صاحب سبيرات وصيدلية وعائلات شباب آخرين من هذه المنطقة الفلاحية التابعة لدائرة جمورة. واستنادا إلى مصادر من عين المكان فإن النقطة التي أفاضت الكأس بعد عودة الأمور إلى مجاريها، هي أحساس القائم بأعمال هذه السبيرات بظلم أحد شباب المنطقة وسرقة هاتفه النقال من قبل هذا الشاب، الأمر الذي استدعى من المكلف بهذا الفضاء التجاري الاستنجاد بأصحابه وأترابه القاطنين بعاصمة الولاية وبمدينة سيدي عقبة من عرش أولاد زيان، لتتحول سكينة بلدية البرانيس إلى حالة من الغضب منقطعة النظير بعد شعور شبابها باحتقار مستغلي هذا النشاط التجاري والشباب الذي هب مع القائم بأعمال السبيرات ونجدته، الشيء الذي حول في شق آخر هذا المشهد إلى معركة حقيقية عنيفة استعملت فيها كل أنواع الأسلحة البيضاء وتطلبت في بداية الأمر تدخل رئيس البلدية وبعض الأعيان دون جدوى في وقت متأخر من يوم الخميس الماضي، مما حتم طلب تدخل الدرك الوطني الذي بعث بفرق تطويق عملية الشغب على متن 9 مركبات تابعة لسرية أمن الطرقات من أجل امتصاص هذه المعركة والتحكم فيها، فضلا عن تدعيمهم ب 3 فرق مختصة إقليمية، غير أن عناصر هذه الهيئة لم يتمكنوا من فرض التهدئة وتفريق المشاركين بتعداد 100 شاب، إلا بعد اضطرار أفرادها لإطلاق أعيرة نارية في السماء، والدخول في مد وجزر معهم. وحسب المصادر ذاته فإن عملية تدخل هذه الهيئة النظامية مكن من إيقاف بعض الشبان المحرضين وسماعهم وإطلاق صراحهم بعد تعهدهم بعدم المشاركة في الشغب. لم يتم تطويق الصراع إلا إلى غاية اليوم الموالي، مما جعل البلدية وسكانها يتنفسون الصعداء بداية هذا الأسبوع بعد تدخل رجال العرش والسلطات المحلية، وعادت بذلك الطمأنينة إلى هذه البلدية بشكل محتشم. للعلم أن صاحب سبيرات المنتمي إلى إحدى العائلات الكبيرة والمعروفة بإقليم ولاية بسكرة، هدد بمغادرة هذه المنطقة والاستثمار في منطقة أخرى بسبب ما تعرض له ابنه من مضايقات من طرف شبان هذه البلدية البطالين.