لم يمر اللقاء الذي جمع عبد الرزاق مقري ومدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى على زعيم حمس بردا وسلاما، وذلك للامتعاض الكبير الذي أبداه أغلب اعضاء هيئة التشاور الذين اعتبروا الخطوة تنمّ عن فردانية اتخاذ القرار، وهو الأمر الذي فتح النّار على مقري ومن عدّة جبهات. وبغض النظر عمّا خلص إليه اللقاء الذي جمع بين مقري وأويحيى، في خطوة رآها البعض أنّها أولى خطوات إذابة الجليد بين السلطة والمعارضة، اتّضح أنّ أطرافا كثيرة من التنسيقية ومن هيئة التشاور، أعابت على مقري اتخاذه قرارا أحاديا بلقاء مدير ديوان الرئاسة ولو باسم الحزب، حسب ما اشار اليه مقري، كون اللقاء جاء في إطار المبادرة التي أطلقتها حمس، غير أن الأمر هنا متعلّق بالمعارضة، هذه الأخيرة أسّست لأرضية جعلتها كعقد سياسي تمّ اعتماده في أغلب حواراتها للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلد على حد قولها. وحسب مصادر من هيئة التشاور، فإن هذه الأخيرة رفضت أن يدرج ما جاء في اللقاء الذي جمع بين مقري وأويحي في البيان الذي خلصت اليه هيئة التشاور والمتابعة للمعارضة والذي انعقد الخميس الفارط بمقر حزب طلائح الحرّيات حول الوضعية الخطيرة السائدة في غرداية، باعتبار أنّ ما دار بين مقري وأويحيى كان حول الأحداث في غرداية أيضا، وقالت المصادر إنّ مقري كان قد قال إن اللقاء الذي جمعه بأويحيى كان بطلب من الرئاسة، ليتّضح العكس يقول محدّثنا حين أصدرت الرئاسة بيانا تقول فيه إن مقري هو من تقدّم بطلب اللقاء. هذا الامر دفع بمقري من خلال صفحته الفيسبوكية لنشر مقال أبدى من خلاله غضبا جليّا على زملائه بالتنسيقية الذين انتقدوا خطوته، حيث قال "يوجد في هيئة التشاور والمتابعة أحزاب وشخصيات تقلدوا مناصب عليا جدا في السلطة وبعضهم لا تزال له علاقات وطيدة بالسلطة أو بعض أجنحتها ولا يستغرب أحد ذلك، ليضيف "ويوجد في المعارضة من رفع سقف المعارضة إلى أعلى المستويات وهو الآن في وفاق كبير مع السلطة بل ويعمل على جمع السلطة بالمعارضة ولا صخب يقع بسبب ذلك"، وهي تصريحات لا تنمّ سوى عن سوء تفاهم بين الأعضاء في صورة النبش في الماضي القديم وكشف المستور ضربا بمصلحة الهيئة عرض الحائط. وكانت أغلب أطياف التنسيقية قد فنّدت ما جاء على لسان مقري، حسب ما جاء في وسائل إعلامية، بأن أحزاب التنسيقية تريد لقاء الرئيس بوتفليقة وهو ما لمسناه من حزبي النهضة وجبهة العدالة والتنمية وبعض الأطراف بالتنسيقية الذين نفوا أمر طلبهم لقاء الرئيس. ويبدو انّ اللعنة بدأت تطارد زعيم حمس منذ أن أعلن عن إطلاق مبادرة حوار مع السلطة خارج ملعب التنسيقية التي يعتبر عنصرا فاعلا فيها، حيث أثارت هذه الخطوة زوبعة وامتعاضا كبيرا من قبل أطراف التنسيقية آنذاك، حين اعتبرت الأمر إضعافا لدورها وانتقاصا من شأنها.