صمت القبور وثقافة "الكونتوار" مصطلحات استعملها أويحيى لانتقاد حكومة سلال خرجت تصريحات الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى الأخيرة التي هاجم فيها الوزير الأول عبد المالك سلال قائلا إنه يجب مصارحة الشعب بحقيقة الوضع الاقتصادي للبلاد خلال المرحلة الحالية لتعيد إلى الأذهان خرجاته خلال السنوات السابقة التي ترأس فيها أويحيى الحكومة الجزائرية التي عايش من خلالها أزمة 2008 التي عصفت الاقتصاد العالمي وقال خلالها جملته الشهيرة "الشعب مالازمش ياكل الياغورت" ويعيد للأذهان أيضا شخصية رجل التقشف بامتياز، أويحيى أكد خلال تصريحه الأخير أن تراجع أسعار النفط قد يكون نعمة على الجزائر والجزائريين، ويكون بمثابة دفع لهم ليتجهوا نحو العمل والجد والكف عن الكسل وإن فقدان الجزائر لأكثر من 50 بالمائة من عائدات المحروقات، ملمحا في سياق حديثه أن الحكومة والرئيس قد يلجآ إلى سياسة شد الحزام بقسوة أكبر خلال المرحلة المقبلة. القراءة الاقتصادية لتصريحات الرجل الأول في الأرندي الحزب الثاني للسلطة في الجزائر، تؤكد أن الحكومة لم تعد قادرة على التحكم في الوضع وأنها باتت بحاجة لخبرة أشخاص عايشوا التقشف والأزمات، ويشير إلى أن الجزائر قد دخلت في سيناريو ثان لمقولة الرجل الشهيرة وقد تكتب أيضا نهاية عهد البحبوحة المالية الذي قاده سلال ويفتح عهدا آخر قد يعود أويحيى خلاله لقيادة قاطرة الجهاز التنفيذي بحكم خبرته الطويلة في مجال شد الحزام والتقشف، فرغم الشجاعة التي تميزت بها تصريحات سلال التي عالجت الوضع الاقتصادي للبلاد بواقعية وبصورة بعيدة عن التوقعات الوردية، إلا أن الوزير الأول لم يفصح صراحة عن السيناريوهات التي تنتظر الجزائريين خلال هذه السنة، والسنوات المقبلة خاصة أن الكثير من الأسئلة بدأت تشوب حول المشاريع العالقة والقرارات المجمدة، وهو الأمر الذي أثاره أويحيى أيضا خلال خطابه الأخير حول الوضع الاقتصادي للبلاد مما سيثير قلق المستفيدين من الكرم الحكومي خلال مرحلة البحبوحة عندما تحدث الرجل عن صمت القبور حول ثقافة "الكونتونار" في إشارة إلى سياسة الاستيراد العشوائي التي سمحت بها الحكومة خلال سنوات النعيم، ليرد بقوة على منتقديه سنة 2012 عند حديثه عن المال الوسخ ومافيا الحاويات وقيل إن الرجل يصفي حسابات سياسوية مع أطراف اقتصادية إلا أن الأرقام وإحصاءات الجمارك يقول الرجل خلال سنة 2015 أثبتت صدق حديثه وظهر للعيان جليا أن القمامة والحجارة تم جلبها في الحاويات باسم الاستيراد.