كان عبد المالك سلال متسللا في خرجته الأخيرة، متسللا في تصريحاته المتأخرة، ومتسللا في هيأته. لم يكن سلال الذي عرفه الشعب "يبلاقي" ويستخف بالآخرين ويعطي الوعود المعسولة ويؤكد مقولته "عندنا وما يخصناش" الرجل وهو على رأس الجهاز التنفيذي، كان عليه أن يخرج قبل اليوم ليقول للشعب ما يقوله اليوم.."عليكم بالتقشف والتضامن لمواجهة الأزمة" للأسف بحت المعارضة، وبح الخبراء، وبح العقلاء، محاولين إيصال أصواتهم إلى الحكومة لإنذارها بالخطر القادم، بعد تهاوى أسعار النفط في الأسواق العالمية، لكن الحكومة "الطرشة" أدارت ظهرها للجميع، وراحت تتهم الجميع بالمبالغة والكذب ونشر الرعب في أوساط الشعب لخدمة أغراض سياسوية وأجندات أطراف أجنبية. قد نغفر لرئيس الحكومة كل زلاته وكل تماطلاته لإعلام الشعب بحقيقة الوضع، لكن أبدا، لن نقبل تصريحه بأن ما يحدث لم يكن متوقعا بهذه الحدة والقساوة، ولن نقبل أن تبقى سوناطراك هي الضرع الذي ينتظر الجزائريون حليبه. حان الوقت "ليفطم" الشعب.