"البنتاغون" يتفاوض لنصب محطات لطائرات دون طيار في شمال إفريقيا رفضت الحكومة الجزائرية احتضان قاعدة عسكرية أمريكية لطائرات بدون طيار تعتزم واشنطن نصبها في إحدى دول شمال إفريقيا لتعزيز مراقبة تمدد تنظيم الدولة الإسلامية المسيطر على أجزاء واسعة من ليبيا. وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن مساعي "البنتاغون" اصطدمت لحد الآن باعتراض مبدئي للجزائر فيما تتواصل المباحثات مع بقية البلدان وألمحت أن تونس التي تتعرض لضغوطات كبيرة في هذا الشأن من طرف الإدارة الأمريكية لا يمكن أن تقبل بالعرض بمعزل عن "تشاور مع الجزائر". و ذكرت الصحيفة الأمريكية نقلا عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إن الولاياتالمتحدة تجري مفاوضات لتشديد المراقبة الأمنية على واحد من أهم معاقل تنظيم "داعش" في القارة الإفريقية". ونُقل عن المسؤول قوله إن مثل هذه القاعدة قرب معاقل التنظيم في ليبيا ستساعد الولاياتالمتحدة على سد النقص في قدرتنا على فهم ما يجري في تلك المنطقة، وقالت الصحيفة إن طلعات الطائرات ستعطي الجيش ووكالات المخابرات الأمريكية معلومات مباشرة عن أنشطة التنظيم في ليبيا، وأضافت أنه لم توافق أي دولة في شمال إفريقيا بعد على منح الحق في استخدام إحدى القواعد. وتراقب الولاياتالمتحدةالأمريكية المنطقة الإفريقية التي أدرجتها ضمن منطقة مصالحها الاستراتيجية من خلال قواعد عسكرية موجودة في أوروبا من بينها تلك الرابضة بإسبانيا، غير أن واشنطن تحذوها رغبة قوية في إنشاء قواعد لها في إفريقيا لتكون أكثر قدرة على التحكم فيما تعتبره تهديدات لمصالحها بالمنطقة. وتعتبر الولاياتالمتحدةالأمريكيةالجزائر واحدة من البلدان الأساسية في شمال إفريقيا لمكافحة الإرهاب في المنطقة الإفريقية، حيث تتاخم حدودها الجنوبية للبلاد منطقة الساحل التي انتعشت فيها أنشطة القاعدة وجماعات متطرفة موالية لها أو تحمل نفس عقيدتها. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن المسؤولين الأمريكيين قولهم إنه من المرجح أن أي منشأة عسكرية من هذا القبيل ستكون قاعدة موجودة تحت سيطرة الدولة المضيفة مع حصول الولاياتالمتحدة على إذن بوضع طائرات بلا طيار هناك إلى جانب عدد محدود من العسكريين. ولمصر وتونس حليفتي الولاياتالمتحدة حدود مشتركة مع ليبيا. ولكن الصحيفة قالت إن مسؤولي الإدارة امتنعوا عن تحديد الدول التي يمكن أن تستضيف الطائرات الأمريكية. وقال مسؤولون عسكريون أمريكيون للصحيفة إن الطائرات بلا طيار التي تنطلق من القاعدة المقترحة يمكن أيضا أن تستخدم في شن غارات جوية على أهداف تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وأن هذه القاعدة يمكن أن تكون أيضا نقطة انطلاق لعمليات خاصة ضد المتشددين. وتشترك كل من تونس ومصر في الحدود مع ليبيا، وتربطهما علاقات استخبارية وعسكرية قديمة مع واشنطن. في حين نأت الجزائر بنفسها عن الموضوع، بحجة قضايا السيادة. أما المغرب، فرغم العلاقات القوية التي تربطه بواشنطن، إلا أن المسافة التي تفصله عن ليبيا يمكن أن تحدَ من استخدامات القواعد هناك. وقد أعلنت الخارجية الأمريكية في بيانها منذ يومين استكمال إجراءات منح تونس وضع حليف رئيس خارج حلف شمال الأطلسي "ناتو"، وهو الوضع الذي يفتح الباب أمام تعاون عسكري إضافي محدود مع الولاياتالمتحدة، ولكنَ مسؤولين في الإدارة قالوا إن هذه الخطوة لا علاقة لها بمحاولات الولاياتالمتحدة تأمين قاعدة للطائرات دون طيار في شمال إفريقيا.