بعد الجدل الذي صاحب خرجة رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري داخل صفوف تنسيقية المعارضة اثر لقائه مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى وهي الخرجة التي رأتها جبهة العدالة والتنمية بغير المبررة، أكد بيان لحركة الشيخ عبد الله جاب الله بقائها داخل صفوف المعارضة بشروط محددة أساسها أن الحوار مع السلطة يجب أن يأتي في إطار اتفاق جماعي بين الأعضاء المشكلين للتنسيقية. من المرجح أن تسكن رياح الاضطراب بيت تنسيقية المعارضة بعد عاصفة هوجاء تلت لقاء عبد الرزاق مقري بأحمد أويحيى مدير ديوان رئاسة الجمهورية. اجتماع المكتب التنفيذي لجبهة العدالة والتنمية بقيادة شيخها عبد الله جاب الله، أفرز بيانا أوحى ببقاء الحركة الإسلامية داخل بيت المعارضة، بشروط معتبرة يراها جاب الله وطاقمه في الجبهة أنها أساسية للبقاء وتعزيز صفوف تنسيقة الانتقال الديموقراطي، منها أن أي حوار مع السلطة يجب أن يكون باتفاق داخل التنسيقية وحول آليات الانتقال الديموقراطي، ما يؤكد أن الذهاب الانفرادي إلى السلطة مرفوض مبدئيا، مقابل فرضية الذهاب الجماعي. جاب الله وكأنه يقدم إنذارا لزملائه في صفوف المعارضة ممن تسول لهم نفسهم الاقدام نحو التفاوض مع السلطة، بيد أنه فضل البقاء داخل هذا الوعاء السياسي بعد خرجة رئيس حمس ولقائه مدير ديوان الرئاسة أحمد أويحيى التزاما منه وحرصا على الانسجام بين أطراف التنسيقية وحفاظا على مصداقيتها، كما قال. وكان عبد الراق مقري وفي آخر لقاء استعجالي جمعه بمجلس شورى الحركة، أبدى اعتذاره لكل من يراهم أنه قد مسهم بالنقد الجارح بعد لقائه بأويحيى، وهو اللقاء الذي أثار الكثير من الحبر ونال من الغضب ضد مقري داخل المعارضة. وبهذا تكون صفوف تنسيقية الانتقال الديموقراطي بين عاملين أحلاهما مر مفاوضة السلطة وتقديم تنازلات سياسية من أجل اقتراحها الذي يصب في الانتقال الديمقراطي، أو أن تبقى جانحة في راديكاليتها المفروضة عليها من طرف تيار مهم داخل الهيئة المعارضة، وكلا الأمرين يصعبان من مأموريتها في فرض أجندتها على المدى القريب.