تنظم التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء اعتصاما لمناضليها يوم 18 فيفري من السنة المقبلة أمام المجلس الشعبي الوطني للضغط على برلمان زياري وإجباره على كشف أسباب رفضه تمرير مشروع تجريم الاستعمار. قال رئيس التنسيقية خالد بونجمة إن احتجاج أبناء الشهداء ما هو إلا تعبير عن استنكارهم الطريقة التي طوي بها ملف مشروع القانون، مضيفا في تصريح ل''البلاد''، على هامش الندوة الوطنية للتنسيقية المنعقدة أمس ببراقي، أن أبناء الشهداء هم أول ضحايا تغييب مشروع تجريم فرنسا على جرائمها الاستعمارية طيلة 132 سنة، مشيرا إلى أنه ''رغم الخيبة التي أصابتنا مما حصل في البرلمان فإن هذا لن يثنينا عن المطالبة بالتجريم وهو ما سنفعله خلال اعتصامنا بمناسبة يوم الشهيد المصادف ل18 فيفري. وفي موقف مغاير لما تبنته المنظمات الثورية والطبقة السياسية حيال كتاب سعيد سعدي المعنون ب''عميروش. حياة، ميتتان ووصية''، الذي أثار حفيظة جهات عدة، أبدى بونجمة دعما لا محدودا لما ورد في ثنايا الكتاب وقال ''كتاب سعدي هو اجتهاد وأي إنسان يجتهد نحن ندعمه''. والسبب الذي جعل سعدي السياسي يكتب في التاريخ، يضيف بونجمة، هو ''امتناع المجاهدين عن كتابة التاريخ مما فسح المجال أمام السياسيين للخوض فيه''. ونأى المتحدث بنفسه عن الطعن فيما ورد في الكتاب أو الرد عليه، ورمى بالكرة في مرمى من عايشوا الحدث ''من يرد على الكتاب هم المجاهدون ومن عاشوا الأحداث''. وعن تفسيره تصريحات وزير الخارجية الفرنسي، برنار كوشنير التي قال فيها إنه متأكد من أن المشروع لن يرى النور، أكد بونجمة أنها تصريحات تدلل على وجود من وصفهم ب''عملاء فرنسا'' المندسين داخل دواليب الإدارة الجزائرية، ويعمد هؤلاء المندسون، حسب وصف بونجمة، إلى ترضية فرنسا مخافة أن تكشف حجم ممتلكاتهم التي يكنزونها في فرنسا، وأعاب صمت وزارة الخارجية على تلك التصريحات.'' وقد عرفت الندوة الوطنية للتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء فوضى عارمة من الحضور الذين كانوا يوقفون خالد بونجمة عن مواصلة كلمته وطالبوه بترجمة تهديداته إلى حقيقة، وأن يأخذ لهم حقوقهم بالقوة وألا يكتفي بالخطابات الرنانة داخل القاعات المغلقة.