كلمات يندى لها الجبين تغزو المجتمع الجزائري دخلت أغاني الفسق والمجون الأعراس الجزائرية بقوة خاصة خلال الصائفة حيث تكثر الأفراح وتلجأ العائلات في هذه الفترة الى الاستعانة بالمنسق الموسيقي أو بما يعرف بال«ديسك جوكي" غير أن ما يتداوله هؤلاء من أغانٍ لا تمت إلى تعاليم ديننا ولا قيمنا بصلة فمنها ما تدعو لتناول المخدرات وأغان تبيح شرب الخمور وأخرى تروج لأشكال متعددة من الحبوب والمهلوسات بل تعدى الأمر الى أن أصبح يسمعها الكبير والصغير رغما عنه دون أي رقيب ولا حسيب. ربورتاج: حليمة هلالي من أغنية "نبغي الحلويات" إلى "نضرب ليكستا والدومينو" "حبيبي يبغي الأدوية" إلى أغان تمجد وتبرك "الشيطان" وغيرها من مقاطع أغان وموسيقي تحمل أسماء المخدرات والمهلوسات أصبحت تصدح بها الأعراس الجزائرية في الوقت الذي أصبح فيه مؤدو هذه الأغاني يشكلون خطرا على المستمعين الذين لا يدركون عواقبها حيث يغتنم الكثير من المغنين والمطربين هذا الموسم بالذات لإطلاق أغانيهم، لكونهم يعلمون جيدا أنه الوقت الملائم والمناسب لرواجها والاستعانة بها من طرف بعض الذين لا يهمهم إلا ما يحركهم ويرقصهم حتى وإن كانوا لا يفهمون الكلمات التي يتراقصون عليها، وهذا بالضبط ما يجعلنا نفهم سبب رواج عدد من الأغاني التي لا يمكن أن نصفها إلا بالهابطة والتافهة وفي بعض الوقت لا يكون لها معنى إطلاقا. أغانٍ ماجنة تشهر للفسق وأخرى تروّج للمهلوسات لا يدرك المستمع بعض الأغاني التي انتشرت في الأسواق ومحلات بيع الأسطوانات الألفاظ التي يستعملها المغني وخطورتها على القيم والتعاليم بل تعدى الأمر الى أبعد من ذلك، ففي الكثير من الأحيان نجد العائلات الجزائرية تستعين بهذه الأغاني في أعراسها من أجل الزهو واللهو دون علمها أن ما يقال في هذه الأغنية تكفير ودعوة للمجون حيث اصبحت تطغى على هذه الكلمات ألفاظ تمجد مغنين بأسماء الشيطان والشيطانة وإطلاق التحية لهم الأمر الذي يدعو للتقزز من هذه الموسيقى الصاخبة التي لا نجد لها في القاموس معنى. وبالتمعن في كلمات هذه الأغاني نجدها تحتوي رسائل تحمل معاني خطيرة على الفرد خاصة المراهقين الذين توجه لهم هذه الأغاني وهم الأكثر إقبالا على الاستماع اليها. وفي هذا الصدد قمنا بجولة استطلاعية لمعرفة رأي الجمهور المستمع لهؤلاء المغنين حيث وجدنا العديد من المواطنين يخجلون من الاستماع لهذه المسيقى امام أهاليهم وهذا ما أكده أحمد (26 سنة) الذي قال إنه لا يحب الاستماع إلى الأغاني التي تحمل كلاما غير مفهوم وموسيقى صاخبة، قائلا: "انا استحي من سماع هذه الأغاني وحدي فما بالك مع الأقارب". قالت سيدة وهي ربت بيت إنها وجدت عند ابنها هذه الاغاني في هاتفه فنصحته بألا يستمع إليها. لا تريد أن يصبح ابنها مدمنا على هذه الاغاني الماجنة التي لا تهدف سوى إلى إشاعة الكلام المشين. وقال أحد الشبان إن بعض الاغاني تتضمن كلاما بذيئا يتم تسجيلها في "الكابريات" أو في شقق مزودة بعتاد التسجيل الموسيقى وفي الكثير من الاحيان يكون مؤدي هذه الأغاني لا يفقه شيئا في الأغاني بل يقوم بتأديتها مباشرة دون احترام المستمع وفي أغلب الأحيان تتسرب هذه الأغاني من الحفلات الصاخبة والمراقص ويتم توزيعها عبر الإنترنات في مقاطع اليوتوب. من جهة أخرى تحمل هذه المقاطع الموسيقية اسماء متعددة للمخدرات التي اصبح يطلق عليها "الحلويات" أو"الأدوية". والسؤال الذي يبقى مطروحا: أين الرقابة وسلطة الضبط أو الرقابة الأبوية في ترك أبنائهم يستمعون إلى هذه الموسيقى التي لا تحمل من الأخلاق الحسنة شيئا. من "الوي واي" الى "أي أي" رقصات غريبة تجتاح أعراس العاصميين من جهة أخرى صاحبت هذه الأغاني حركات غريبة اصبحت ترقص بالايدي والجسم مست شريحة المراهقين بالدرجة الاولى، ولم تستثن الإناث والأطفال وكبار السن حيث دخلت هذه الرقصات والأغاني الشاذة بقوة الى الأعراس. والغريب في الأمر أن الراقصين يتعلمونها بمجرد رؤيتها والاستماع إلى إحدى الأغاني الرايوية المعروفة ب«الأي أي" أو"أوي واي"، وأصبحت هذه الأغاني تعرف رواجا منقطع النظير بين الشبان والمراهقين ومن الجنسين، بمجرد ما تنطلق هذه الأغاني من سماعات الأذن في الهواتف النقالة وأجهزة الموسيقى ومن السيارات. وحسب ما شهدناه فإن هذه الأغاني مطلوبة من طرف الفتيات وحتى من بعض السيدات في الأعراس والحفلات، طبعا ليس لجمال كلامها فكل كلماتها وجملها لا تربط بينها أية علاقة ويفضلها البعض لانها ذات موسيقى راقصة وخفيفة. الأغاني الإباحية والانحلال الإخلاقي في الأسواق دون رقيب ما شد انتباهنا أن بعض الأغاني التي اصبحت تعرف رواجا كبيرا تدعو الى الإباحية والدعوة إلى الانحلال الأخلاقي، حيث تطلق فيه كلمات السب والشتم بالاضافة الى ألفاظ السوء وحتي الفاظ غريبة طغت على هذه الاغاني باستعمال اللغة الأجنبية تارة والشرقية تارة اخرى والدارجة المحلية في كثير من الأحيان وحتي الفاظ الشارع، وأخرى لا نجدها في أية موسوعة بأية لغة كانت. يقول أحد الشبان إن هناك مستمعين لهذه الأغنية يتراقصون عليها مغمضين أعينهم ويبدو عليهم كل التركيز والتأثر، وكأنهم سعداء بسماعها في الوقت الذي تغيب فيه الرقابة على هذه الأغاني الماجنة التي اصبحت تدخل المنازل من الأبواب الواسعة. تسويق موسيقي غير مباشر للمخدرات الخطير في هذه الأغاني أنها تعمل على الترويج للمخدرات بكل أشاكلها والتلفظ بها حتي الذي لا يعرفها يصبح بمجرد الاستماع إلى الأغنية من شاكلة الوي واي يعرف انواع المخدرات والمهلوسات منها ما هو جديد وما هو قديم. وحتي الأطفال الصغار أصبحوا يعرفون أنواعها من خلال الرسائل التي يتم ارسالها بموسيقى صاخبة وراقصة حيث يطبق عليها المثل الذي يقول "دس السم في العسل". وتكمن خطورة هذه الأغاني في تأثيرها على عقول هؤلاء لأنها تدعو الى الرذيلة وتحث على تعاطي المخدرات.