في مشهد أثار صدمة عالمية واسعة ومزّق ضمير البشرية، عثر خفر السواحل التركي على جثة طفل سوري وقد تمدد ميتا على رمال أحد شواطئ مدينة بودروم التركية. الطفل الذي قذفته مياه البحر الأبيض المتوسط، لم يكمل عامه الرابع، مات غريقاً أثناء محاولة فاشلة لهروب عائلته السورية إلى جزيرة كوس اليونانية. وأوضحت لقطات تلفزيونية جثة الطفل وهو يرتدي قميصا أحمر وسروالا قصيرا أزرق على الأرض ووجهه في الرمال في بودروم أحد أشهر المنتجعات الساحلية الشهيرة في تركيا. وأظهرت الصور أحد حراس الشواطئ بتركيا، وهو يحمل جثة الطفل التى جرفتها الأمواج إلى الشاطئ وحيداً دون أهله الذين لم يعرف إلى الآن ما إذا كانوا أحياء أم لم يتمكنوا من النجاة مثل ابنهم. وقال مسؤول كبير بالبحرية التركية إن 12 شخصا على الأقل يعتقد أنهم لاجئون سوريون لقوا حتفهم بعد غرق قاربين في أعقاب مغادرتهما جنوب غرب تركيا في طريقهما إلى جزيرة كوس اليونانية.وكان القاربان يقلان 23 شخصا وانطلقا بشكل منفصل من منطقة أكيارلار في شبه جزيرة بودروم. وبين القتلى خمسة أطفال وامرأة وجرى انقاذ سبعة أشخاص كما وصل اثنان إلى الشاطئ وهما يرتديان سترتي نجاة. وقال المسؤول إن الآمال تتضاءل في العثور على شخصين مفقودين. ووصل عشرات الآلاف من السوريين الفارين من الصراع في بلادهم إلى ساحل بحر إيجة في تركيا خلال فصل الصيف الحالي لركوب قوارب تنقلهم إلى اليونان بوابتهم إلى دول الاتحاد الأوروبي. وهزت صور الطفل السوري مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك " و " تويتر"، وسارع العديد من الجزائريين إلى تداول هذه الصور و استنكار الصمت العربي و الدولي ازاء ما يحدث للشعب السوري من تدمير و تقتيل و تشريد، وفيما علق أحد النشطاء علي مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك " قائلًا: إنها جريمة بشعة في حق الإنسانية وحق العرب". وعلق آخر قائلًا "حسبي الله ونعم وكيل" ، وآخر " أين حقوق الإنسان والمجتمع الدولي من هذا المشهد" . وعلق آخرون " هنيئا لك الجنة ياحبيبي عصفور بالجنة" . وكتب آخر: " حينما تعجز الكلمة عن وصف هول ما يحدث لنا .... لا يسعنا سوى الصمت والذهول وأيضًا السؤال .... يا إِلهي إلى متى؟". وتستدعي مثل هذه الحادثة الأليمة تدخلا سريعا و عاجلا وفوريا لكافة المنظمات الدولية والمجتمعية المدافعة عن حقوق الإنسان فضلا عن دول العالم التي تتحمّل جميعها مسؤولية هذه المأساة، وربما تتحملها الدول العربية و الإسلامية بشكل مضاعف و كبير.