تفتح، محكمة الجنح لسيدي امحمد بالعاصمة، جلسة الأربعاء القادم، فضيحة تهريب حاوية ذات سعة 40 قدما من ميناء الجزائر كانت تحوي تجهيزات مكتبية وأجهزة إعلام آلي ولواحقها تم استيرادها من مالطا، لتختفي بعد وصولها الجزائر في ظروف غامضة. كشفت التحريات أن من وقف وراء ذلك هو شرطي ومصرح جمركي وأعوان أمن بمؤسسة ميناء الجزائر ممن تمكنوا من تزوير وصل الشحن لتحويل الحاوية نحو الكاليتوس ثم إلى شلغوم العيد.وتم اكتشاف وقائع هذه القضية، حين توجه وكيل عبور "باب الريان" إلى مديرية الحاويات لتحديد تاريخ فحص الحاوية المعنية التي تم استيرادها باسم شركة "ديجي سبيد تكنولوجي" من مالطا كانت تحوي تجهيزات مكتبية وأجهزة إعلام آلي ولواحقها وتبلغ سعتها 40 قدما، وذلك بعد مرور شهر واحد من وصولها إلى ميناء الجزائر حيث كانت مرساة بالرصيف المتواجد خارج حظيرة الميناء، بعد إفراغها يوم 18 نوفمبر 2014 من الباخرة التجارية التي نقلت على متنها، غير أن وكيل عبور "باب الريان" تفاجأ بالاختفاء المفاجئ والغامض للحاوية، ليخطر الجهات الوصية التي باشرت تحرياتها بالتنسيق مع الجهات الأمنية، حيث توصلت التحقيقات إلى وجود تلاعبات غير قانونية في الأمر، مما كشف عن تورط شرطي ومصرح جمركي وأعوان للأمن الداخلي لمؤسسة ميناء الجزائر وكذا مراقب ورئيس فوج. كما كشفت التحريات عن أن هؤلاء تمكنوا من تهريب الحاوية من خلال إصدار المنقط لأمر لسائق الرافعات لتولي رفع الحاوية المعنية ووضعها على متن شاحنة نصف مقطورة مختصة في نقل البضائع بعد استعمال ختم وكيل العبور على وصل شحن مزور لشحن الحاوية المهربة وذلك بالتنسيق فيما بين المتورطين السالف ذكرهم، الذين تمكنوا من تهريبها من ميناء الجزائر نحو الكاليتوس ثم تحويل وجهتها إلى شلغوم العيد، حيث تم توقيف السائق الذي كان ينقلها من قبل مصالح الدرك الوطني، لتسفر التحريات الأمنية والإجراءات القانونية المعمول بها عن توقيف الشرطي والمصرح الجمركي وإيداعهما رهن الحبس بالمؤسسة العقابية بالحراش، المتهمين إلى جانب أعوان الأمن والمراقبة بمؤسسة ميناء الجزائر والسائق، بارتكاب جنح تكوين جمعية أشرار، التزوير واستعمال المزور والسرقة، حيث أفاد أحد المتهمين وهو على ذمة التحقيق، بأن عملية رفع الحاوية تمت بحضور المصرح الجمركي المدعو "ص. ق« سلم وصل شحن مزور، يحمل تأشيرته في إطار القيام بإجراءات الفوترة، بينما أكد سائق الشاحنة "أ. ت" أنه تلقى اتصالا من الوسيط "ب. ب« من أجل نقل البضاعة من ميناء الجزائر واستلم منه رقم هاتف وكيل العبور للتنسيق معه لأجل إيصال الحاوية إلى المكان المقصود.