بن غبريت ترد: الاكتظاظ في الطور الابتدائي يمس 5 إلى7 بالمائة من مجمل الأقسام وصف النائب حسن عريبي عن جبهة العدالة والتنمية، المؤسسات التربوية بالمحتشدات والملاجئ المكتظة بالمتمدرسين يعمها الضجيج والصراخ وحتى المعارك، متسائلا عن مصير العملية التربوية وسط هذه الفوضى. وحذر عريبي في سؤال كتابي تم توجيهه لوزيرة التربية من ما تشهده المدرسة الجزائرية من اكتظاظ، مؤكدا أن الأستاذ أصبح عاجزا عن التحكم في هذا الطوفان البشري أو حفظ أسماء جميع التلاميذ، بعد أن أكد أن العدد داخل الأقسام تخطى جميع الأرقام القياسية في كتاب "غينيس"، وأصبحت الأقسام الدراسية وكأنها محتشدات أو ملاجئ كثر فيها الضجيج والصراخ وحتى المعارك ومرتعا لبعض المسرحيات. واعتبر عريبي أن المدرسة الجزائرية تسير عكس التيار مقارنة بدول أخرى، وقال فقد كانت الجزائر في سنوات خلت وبالرغم من محدودية الموارد وقلة المدخول تشيد المؤسسات التعليمة في أقاصي أدغال وقفار الجزائر ومع تردي الوضع الأمني وهجران أهل البادية إلى المدينة أصبحت تلك المؤسسات مرتعا للحيوانات الضالة، وكان من المفترض أن تسارع الدولة إلى تلبية طلب تزايد الأماكن البيداغوجية في المؤسسات التعلمية عن طريق تشييد المزيد من تلك المؤسسات داخل التجمعات العمرانية باستيعاب الأعداد المتزايدة من المتمدرسين، حيث بدأ هذا المشكل يتفاقم مع بداية الألفية الثالثة وفي نفس الوقت دخلت الجزائر في بحبوحة مالية مفرطة أطلقت من خلالها مشروعها العملاق الذي سيحقق لها الريادة والقيادة، وهو مشروع بناء ملعب عند كل تجمع سكاني ليفتق الشباب قدراته ويصنع مستقبل أمته بدلا من إقامة المؤسسات التعليمية لتربية النشئ وتعليم أبناء الجيل. وانتقد عريبي بشدة النتيجة الحتمية التي وصلت إليها المدرسة الجزائرية، قائلا "وهي أننا لم نستطع أن نخرج جيلا رياضيا يحقق الألقاب كما راهن على ذلك المدعون، بل لقد وصلنا إلى نتائج كارثية ها نحن اليوم نلعق مرارتها ولا حل في الأفق 200 ألف تلميذ متسرب سنويا ومثلهم أو أكثر معيدا للسنة، السيدة وزيرة التربية هل يعقل أن يصل عدد التلاميذ في القسم الواحد إلى خمسين تلميذا، متساءلا عن مصير العملية التربوية في وسط هذه الفوضى. من جهتها أعلنت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، أمس الثلاثاء ببومرداس، أن ظاهرة اكتظاظ التلاميذ في الأقسام "تمس نسبة تتراوح ما بين 5 و7 بالمائة على المستوى الوطني من مجمل الأقسام في الطور الابتدائي". وأوضحت الوزيرة في تصريح صحفي على هامش زيارة التفقد للقطاع عبر الولاية أن العدد الإجمالي للمؤسسات التربوية في الأطوار التعليمية الثلاثة عبر الوطن "يناهز أل 27000 منهم نحو 72 بالمائة هي مؤسسات تربوية مدارس وأقسام ومجمعات في الطور الابتدائي"، مؤكدة أن القطاع يولي "أهمية كبرى لإيجاد حل واقعي وفعال لمشكل الاكتظاظ في أقسام الطور الابتدائي ضمن إستراتيجية تطوير وتحقيق القفزة النوعية في القطاع"، مضيفة أن من بين أهم الحلول المستعجلة التي يعتمدها القطاع للقضاء على الاكتظاظ في الأقسام وتوفير فرصة التعليم الإجباري لكل أبناء الجزائر المكفول لهم دستوريا، لجأت الوزارة إلى نظام الدوامين وضرورة استكمال إنجاز المشاريع الضخمة التي سجلت لفائدة القطاع والتي تسلم تدريجيا وتعرف بعض التأخر في التسليم بسبب عجز بعض مؤسسات الإنجاز.