زاد تقلب الأحوال الجوية من معاناة آلاف اللاجئين في رحلتهم الشاقة من شرق أوروبا إلى غربها، في حين أقر البرلمان الأوروبي إجراءات لتحسين توزيعهم على الدول الأعضاء وإنشاء آلية دائمة لهذا الغرض. وعاش اللاجئون على الحدود بين المجر وصربيا يوما قاسيا بسبب الأمطار وبرودة الجو، ما جعلهم يشتكون من عدم تقديم سلطات البلدين ما يلزم من دعم لهم لمواجهة ظروفهم الصعبة، بينما ينتظر أن يبدأ تطبيق قانون هجرة جديد متشدد ضد اللاجئين. وقال وزير الدولة المجري جانوس لازار إنه بعد 15 من الشهر الجاري سيضطر اللاجئون الذين سيختارون طريق المجر أن يحترموا القوانين، وأن يدخلوا عبر المعابر الرسمية للبلاد، ويمكن تقديم طلبات لجوء في المعابر الحدودية، وسيتم وضع المتقدمين بطلبات لجوء تحت الحماية القانونية لمدة تتراوح بين 12 و14 يوما لغاية ظهور نتيجة الطلب". وقال لازار "سيكون هناك مجموعتان في الحدود، أولى سنأخذها إلى مخيمات اللاجئين بعد تقديمهم طلبات لجوء، وهؤلاء يمكنهم التنقل داخل البلاد بحرية، والأخرى ستنتظر داخل الحدود الصربية دون القدرة على دخول المجر". وجاءت هذه التصريحات فيما تصاعدت الأصوات المنددة بمعاملة السلطات المجرية للاجئين، إذ قال رئيس لجنة العدل والشؤون الداخلية في البرلمان الأوروبي كلود مورايس إن في المجر حكومة سيئة وإن طريقة معاملتها للاجئين مخجلة للاتحاد الأوربي, بحسب قوله. ومن جهتهم، طالب برلمانيون في بريطانيا وزارة الداخلية بتحديد مدة الاعتقال التي يقضيها طالبو اللجوء في المراكز التابعة لدائرة الهجرة في انتظار تسوية أوضاعهم أو ترحيلهم. من ناحية أخرى، رأى الأمين العام لمنظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة لاسي سوينغ أن موجات الهجرة الحالية تمثل فرصة عظيمة لألمانيا وأوروبا في ضوء استمرار تراجع معدلات النمو السكاني. وتوقع سوينغ -خلال افتتاح مركز معلومات الهجرة في برلين أمس- تناقص أداء القادرين على العمل في الاتحاد الأوروبي بواقع 13 مليون شخص عام 2030. ونبه المسؤول الدولي إلى إن وصول 350 ألف لاجئ في الشهور الثمانية الأولى من العام الجاري إلي إيطاليا واليونان لا ينبغي أن ينسي أن تركيا تستضيف وحدها أكثر من 1.7 مليون لاجئ سوري.