زعم طبيب ومستشار سابق لوزير الصحة والسكان المصري "وجود دلائل ومؤشرات قوية تدل على استخدام غاز سام في حادث التدافع بمشعر منى" الذي وقع أول أيام عيد الأضحى المبارك وتسبب في وفاة وإصابة أكثر من 1600 حاج. ونقلت صحيفة "عاجل" السعودية عن الدكتور عبدالحميد فوزي المقيم في المملكة إنه "توصل إلى هذه النتيجة من خلال ملاحظاته التي سجلها بعد مشاهدته للعديد من الجثث التي سقطت في الحادث، وكذا تواصله مع عدد من المصابين". وقال فوزي إنه أرسل خطاباً بمحتوى ما توصل إليه، إلى الديوان الملكي، حيث تلقى رداً مفاده أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اطلع على نص الرسالة، وكذلك ولي العهد الأمير محمد بن نايف. وأضاف أنه أثناء بحثه عن ابن أخيه الذي فُقد أثناء أداء المناسك بعد حادث منى، وبعد مروره على مستشفيات المشاعر المقدسة في منى وعرفات ومكة، صادف في هذه المستشفيات نحو 50 حالة فقدان ذاكرة بين المصابين في حادث التدافع، و"اكتشف أن أغلب المصابين وصلوا إلى المستشفيات في حالة إغماء استفاقوا منها خلال فترة تتراوح بين ساعتين إلى ثماني ساعات، وهم مصابون بحالات فقدان للذاكرة، ما دفع المستشفيات إلى تسجيل هذه الحالات تحت بند (مجهول)، لعدم قدرتها على التوصل إلى بياناتهم الصحيحة". وزعم "أن أرجح التفسيرات لسبب الحادث، هو تعرض الحجاج في منى لغاز سام قاتل، تسبب في وفاة كل من كان قريباً من مصدر انبعاث الغاز، بينما أُصيب المتواجدون في الأماكن الأبعد بتسمم في خلايا المخ، أحدث نوعاً من فقدان الذاكرة والهلوسة، وأصاب البعض بعدم القدرة على التحكم في تصرفاتهم". وقال إن الفيصل في إثبات ترجيحاته، هو تدخل الطب الشرعي، بأن يقوم أحد الأطباء الشرعيين بفحص رئة أحد المتوفين، وتحليل المواد التي ترسبت فيها، للتأكد من وجود غاز سام من عدمه. ولفت إلى أنه يحج منذ قرابة 25 عاماً في أوقات كان الزحام والتدافع فيها على أشده في ظل غياب الكثير من التسهيلات التي باتت موجودة حالياً بالمشاعر المقدسة، قائلاً إن أصعب حالات التدافع والزحام التي شاهدها طوال حياته في الحرم لم تسفر عن هذا الكم الهائل من الضحايا، ما يُعزز نظريته الرامية إلى وجود مؤثر خارجي كان السبب في وفاة وإصابة كل هذه الأعداد. وشهدت السعودية، يوم الخميس الماضي، أسوأ كارثة تقع أثناء موسم الحج منذ 25 عاماً؛ حيث لقي أكثر من 717 شخصاً حتفهم، وأصيب أكثر من 800 آخرين في حادثة تدافع في مشعر منى خارج مكةالمكرمة. وأعلنت الرياض، الخميس الماضي، عن تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في أسباب الحادثة ولكن لم تعلن عن نتائجها لحد الآن. كما لم يتم الكشف عن محتوى آلاف الكاميرات الخاصة بتصوير الحجاج أثناء تأديتهم لمناسك الحج.