كشفت أرقام صادرة عن المجلس الأعلى للفرانكفونية، عن أن عدد الجزائريين الذين يتحدثون اللغة الفرنسية يصل إلى 11 مليون بين قارئ ومتحدث، مما يجعل الجزائر رابع دولة فرنكفونية وأول دولة عربية تتحدث بلغة موليير، فيما تحتل الجارة الغربية المغرب المرتبة الثانية عربيا وال5 عالميا بعدد متحدثين لا يتجاوز ال10 ملايين واحتلت فرنسا المرتبة الأولى ب62 مليون متحدث باللغة الفرنسية، تلتها الكونغو الديمقراطية ب33 مليون متحدث، وألمانيا الاتحادية ب11 مليون متحدث، ثم الجزائر في المرتبة الرابعة، والمغرب في المرتبة الخامسة ورغم الجهود المبذولة في هذا المجال يعتقد المجلس الأعلى للفرانكوفونية أن اللغة الفرنسية في تراجع مستمر في الجزائر رغم أن 27.5 بالمائة من سكانها يتحدثون اللغة الفرنسية بطلاقة، حيث تراجعت من المركز الثالث عالميا إلى المركز الرابع رغم مشاركة حوالي 10 آلاف مواطن جزائري سنويا في دورات اللغة الفرنسية التي يقدمها المعهد الفرنسي بالجزائر. وتعزف الجزائر لاعتبارات عدة عن الالتحاق إلى المنظمة الفرانكفونية العالمية، حيث اقتصرت مشاركاتها خلال القمم السابقة على مجرد حضور شرفي، حيث يصطدم موضوع انضمام الجزائر إلى "الفرانكفونية" دائما مع بعض "الحساسيات" و«الثأر القديم" بين الجزائروفرنسا التي مازالت تصرّ على التعامل مع "مستعمرتها القديمة" وفق وباء الغريزة الاستعمارية ومحاولة "فرنسة" التفكير الجزائري وسجلت الجزائر حضورها لأول مرة في قمة الفرانكفونية، بمشاركتها في اجتماع بيروت 2002 بوفد قاده الرئيس بوتفليقة الذي حضر ك "ضيف شرف"، وجاءت تلك المشاركة إثر مساع فرنسية وكندية لإقناع الجزائر بأن تستغل مؤهلاتها الثقافية واللغوية لتكون عضوا في هذا الفضاء، وحرصت الجزائر على أن تحضر كعضو مراقب وليس كامل الحقوق، وكان لها ذلك في قمة واغادوغو ببوركينا فاسو في سنة 2004. ويعتقد المحللون السياسيون من خلال ما يبدو من انفراج في العلاقات بين الجزائر وباريس أن انضمام الجزائر للمنظمة قد يحدث في المستقبل القريب، غير أن ذلك سيظل مرهوناً بتوسيع عضوية المنظمة ذات الطابع الثقافي ومدى استفادة الجزائر على الصعيد الاقتصادي، وفي ميدان الشراكة مع الدول الأعضاء في المنظمة مثل فرنسا وجنوب إفريقيا وبلجيكا خاصة أن قناعة أصحاب القرار في الجزائر وضعت في الحسبان طبيعة العلاقات المتميزة مع فرنسا على وجه خاص.