علمت "البلاد" من مصادر عليمة أن مصالح الأمن فتحت تحقيقات بشأن تحركات مشبوهة لمجموعات شيعية في عدة ولايات في الغرب والوسط والشرق. وذكرت المصادر أن قوات الأمن تلقت تحذيرا من أوساط دينية وجمعوية حول حملة "تبشير شيعية" تنشط في بعض المساجد والجامعات تهدف لدفع الشباب والجامعيين، لتبني المذهب الصفوي السائد في إيران. وبالموازاة يقود أئمة مساجد في قسنطينةوسكيكدة وعنابة عمليات إرشاد وتوعية بالتوازي مع فعاليات غير رسمية لمواجهة ما سموه "التمدد الشيعي والوهاّبي" المتمثّل في "إقامة جمعيات ونشاط لدعوة الشباب لاعتناق المذهب الشيعي أو انتهاج التيار السلفي". وخصص أئمة في تلك الولايات بمناسبة إحياء يوم عاشوراء المصادف ليوم السبت القادم جزءا من حلقات دينية لموضوع الصحابة والتحذير مما وصفه ب«حملة محمومة" تستهدف الشباب الجزائري لتحويله عن المذهب السني المالكي نحو المذهب الشيعي أوالتيارات الأخرى المتطرفة. وأرجع أحد الأئمة سبب الحملة ضد "التشيّع" إلى ما وصفه ب«كثرة الهجوم من التبشير الشيعي الذي تحول إلى تدخل في الدول وإلى قضايا سياسية ثم إلى اقتتال، فهو تحصين للشباب بألا يصدق هذا الكلام والالتزام بالمرجعية الدينية المتمثلة في المذهب السني المالكي". وقد أطلقت مساجد وزوايا عبر الوطن ما يُشبه حملة لمواجهة ما اعتبرته "حملة ممنهجة تستهدف تحويل الشباب عن المذهب السني المالكي نحو المذهب الشيعي أو الارتماء في أحضان الأفكار الدينية المتطرفة بشكل عام". وتتماشى حملة المساجد مع بعض المواقف الرسمية التي دقت بدورها ناقوس الخطر، كوزير الشؤون الدينية محمد عيسى الذي اعتبر الحركات الشيعية والسلفية خطر على الجزائريين، ومسؤولين في الوزارة ذاتها قللوا من المد الشيعي وجعلوا وقوف الوزارة الوصية ضد ما "استيراد الفكر الشيعي" يندرج في إطار الحفاظ على الوحدة الدينية الوطنية. وعلى صعيد متصل باشرت مصالح الأمن في عدة ولايات لا سيما وهران ومعسكر والجزائر العاصمة وبقسنطينةوسكيكدة وعنابة وباتنة وخنشلة وأم البواڤي تحقيقات وتحريات أمنية معمقة بخصوص اعتناق عدد كبير من الشباب الجزائري للمذهب الشيعي .وتعمل جهات مجهولة حسب نفس المصادر على نشر المذهب وسط الشباب الجزائري في سرية تامة، وقد مكنت التحريات الأولية أن هذه المجموعات ومنذ سنوات تقوم بعقد حلقات نقاش داخل البيوت والأماكن العمومية لنشر الفكر الشيعي، مستفيدين مؤخرًا من التقارب السياسي والدبلوماسي بين الجزائر وطهران في بعض القضايا الدولية. وذكرت مصادر عليمة أن "أتباع الشيعة في الولايات لا يستطيعون أن يمارسوا طقوسهم الغريبة علنا، من صلاة على الحجر ولطم للوجوه وتمزيق للأجساد في عاشوراء، ونواح على سيدنا الحسين، بل يلجأون إلى السرية في الغالب خوفًا من رد فعل السنيين، لكنهم في المقابل يتقربون من الشباب والمراهقين لإقناعهم باعتناق المذهب الشيعي". وقالت المصادر إن الأمر وصل بإحدى مجموعات التشييع بولاية سكيكدة، إلى درجة إنشاء جمعية محلية تنشط بطريقة غير شرعية بعيدا عن أعين الأمن، منذ أشهر، وعقدت لقاءات ثقافية عديدة في إحدى المنازل بمشاركة طلبة جامعيين من فلسطين وسوريا.. وبدأ الحديث عن عاشوراء يستقطب شيعة الجزائر في المنتديات ومواقع التواصل، وحتى في الفضائيات التي تمولها مراجع شيعية من الحوزة العلمية في قم والعراق. وفي هذا السياق، قالت مصادر متطابقة إن عددا من أتباع هذا المذهب في عين تموشنت وفي تلمسان خصوصا في شرق الولاية وفي بعض الأحياء الجامعية، كما في ولاية سيدي بلعباس يستعدون للاحتفال بذكرى عاشوراء مع الملتحقين الجدد بهم، حيث تشير بعض المصادر إلى أن الشيعة بدأوا يقطفون ثمار اتصالاتهم مع المهاجرين والمغتربين الجزائريين في عدة دول أروبية وفي أمريكا من أجل إقناعهم بالتشيع، مثلما بدا أن بعض المغتربين اقتنعوا فعلا بذلك على أمل أن ينشروا المذهب الشيعي في الجزائر، وإذا كان هناك غموضا بشأن الإحصائيات الخاصة بالتشيع في الجزائر، فإن الكثير من المظاهر والدلائل تؤكد أن ظاهرة التشيع في الغرب الجزائري بلغت مداها.