سلفيون يحذّرون من "التمدد الشيعي" بسبب التقارب السياسي مع إيران أطلقت مصالح الشرطة والدرك الوطني في عدد من ولايات الوطن، حملة تحقيقات واسعة حول نشاطات تستهدف نشر المذهب الشيعي في الجزائر. وتشمل التحريات الأمنية المتركزة حاليا في ولايات الجزائر العاصمة والبليدة وعين تيموشنت ومستغانم والوادي وقسنطينة وباتنة وخنشلة وأم البواقي وعنابة وتبسة وسكيكدة ترويج لمطويات وكتب أكادمية تدعو إلى التشيّع ومناشير لأقطاب التيار السلفي تحذر من تمدد المذهب الشيعي على خلفية الحياد الذي تبنته الحكومة الجزائرية من الأزمة اليمنية الدائرة بين طرفين رئيسين أحدهما سني موالي للحكومة الشرعية ومدعوم من دول خليجية والآخر حوثي شيعي متقارب مع إيران وأطياف من سوريا والعراق ولبنان. تلاحق مصالح الأمن حسب مصدر عليم ناشطين في نشر المذهب الشيعي وطقوسه، حيث تم توقيف 7 أشخاص ضبط بحوزتهم مطويات تدحض اتهمات "سلفية" لرموز هذا المذهب والجهات الداعمة له رسميا، على غرار الجمهورية الإيرانية. وتدعو تلك المناشير إلى فهم أفضل وأوسع للشيعة من خلال ترويج مجلة "رسالة الإسلام" الصادرة عن دار التقريب المصرية والمتخصصة في المذهب الشيعي. وتعمل جهات مجهولة وفقا لإفادات نفس المصدر على نشر المذهب وسط الشباب الجزائري في سرية تامة، وقد مكنت التحريات الأولية لمصالح الأمن وعناصر الدرك من تحديد هوية بعض الناشطين من الشباب القاطنين بولايات غربية وتم وضع مجموعة منهم تحت أعين الجهاز من خلال المراقبة والمتابعة بعد اكتشاف ممارستهم لطقوس المذهب الشيعي. وذكر المصدر أن بعض الناشطين تشبعوا بالمذهب الشيعي من خلال سفرهم إلى إيران عبر المغرب. ولم يتسن معرفة الطريقة والترتيبات التي هاجر بها هؤلاء إلى الجمهورية الإيرانية، ولا الجهات التي مولت تكاليف السفر إلى إيران، بيد أن مصادر مطلعة أشارت إلى نشاط إحدى الجمعيات الثقافية في الرباط التي سهلت ظروف السفر، والتي كانت دائما على علاقة مع إيران من خلال جلب كتب أعلام المذهب الشيعي إلى المغرب، وطباعة الرسائل العلمية التي يكتبها شيعة مغاربة. وقال مواطنون تحدثوا مع "البلاد" إن مئات المنشورات التي تدعو إلى أنشطة شيعية في الجزائر وكتبا سنية وشيعية تكفر الآخر لا زالت تروج خلسة في بعض المساجد، حيث تم تنبيه الأئمة الذين بدورهم قاموا بتبليغ الأجهزة الأمنية لتكثيف المراقبة والترصد لتفادي نقل أجواء الشحن الطائفي إلى بيوت الله. جمعية ثقافية في الرباط "تموّل" مِنحا دراسية لجزائريين نحو إيران بهدف التشيّع بالمقابل، تتحرى السلطات الأمنية في نشاط مجموعة من شباب التيار السلفي الذين كثفوا نشاطهم منذ تأجج الأزمة اليمنية وشن السعودية ودول الخليج عملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين من خلال ترويج المطويات على المصلين خاصة أيام الجمعة وأبرزهم كتيب بعنوان "التحذير"، حيث يتحدث فيها عالم يدعى "ربيع بن هادي عمري المدخلي" عن خطورة انتشار دين الروافض أي الشيعة في الجزائر وغيرها من بلدان المسلمين، وجاء فيها أن الشيعة مذهب مدمر للدولة والدين، حيث يقوم على تكفير الصحابة وتحريف القرآن الكريم، ورفض السنة. وتصف تلك المطويات التي صادرت مصالح الأمن بعضا منها الشيعة ب"الفئة الأخطبوطية" التي لها امتدادات سرية وعلنية متفرعة في بلاد المسلمين، ولها نشاطات عدة تقف وراءها إيران، محور التشيع في العالم الإسلامي. وذهب بعض الأئمة المنتمين للتيار السلفي إلى أن هؤلاء يهدفون لتشييع العالم السني كله، ولا يهتمون بدعوة الغرب على العموم إلى الإسلام "وإنما يشيّعون من تسنن منهم، ويعملون على خلط فكره وزلزلة إيمانه، وتراهم على هذا الخط مجتهدين غير مبالين بسائر القضايا السياسية الإسلامية والجوهرية للأمة، إلا ما كان منها خدمة لمذهبهم التكفيري، كقضية فلسطين التي لا يؤمنون بها إلا بحثًا عن شبر شيعي على الأرض الفلسطينية والقدسية السنية"، على حد تعبيرهم. وذكرت مصادر مطلعة ل"البلاد" أن بعض اللاجئين السوريين إلى الجزائر حملوا معهم مذهبهم الشيعي وآخرون لا يتوانون في الدعوة إلى السلفية، حيث تم إبلاغ أئمة المساجد عبر مديريات الشؤون الدينية بأنه ستتم محاربة كل المذاهب التي تحيد الجزائريين عن المذهب المالكي، وتقودهم للتطرف والتكفير والإرهاب، وذكرت تعليمة صادرة في هذا الاتجاه أنه "لا يحق لضيوف الجزائر نشر مذهبهم، كما لا يجب اتهام كل السوريين الفارين من نار الحرب والنازحين إلى الجزائر بأنهم وراء نشر التشيع، الذي تقف وراءه عدة جهات".