على الرغم من أن الأصداء الإيجابية لم تختف عن لقاء فيينا الرباعي الذي عقد الجمعة بين وزراء خارجية الولاياتالمتحدة والسعودية وتركيا وروسيا، فإن "عقدة الأسد" لا تزال قائمة بين الأطراف. وفي حين لم ترشح معلومات تفصيلية عما جرى داخل الاجتماع باستثناء التصريحات الرسمية التي أعلنت، إلا أن بعض الأنباء لمحت إلى اقتراح روسي يتعلق بترشح الأسد. فقد أفادت صحيفة الشرق الأوسط نقلاً عن مصادر سورية معارضة أن روسيا اقترحت تعهداً مكتوباً بعدم ترشح الأسد للانتخابات الرئاسية، على أن يكمل ولايته الحالية حتى نهايتها. كما قضت الخطة الروسية بتجميد القتال مع "الجيش السوري الحر" وفك الحصارات المتبادلة، وإجراء انتخابات برلمانية، وحكومة انتقالية، وانتخابات رئاسية، من دون أن تضع روزنامة واضحة للتسلسل الزمني لهذه الخطوات، كما تقضي في مرحلة لاحقة بضم الميليشيات السورية الحليفة للنظام إلى الجيش النظامي، ثم دمجه مع "الجيش الحر". وتضمنت الخطة تحديد "بنك أهداف" مشترك بين الدول التي تقصف في الأراضي السورية، ووضع الفصائل التي لا تقبل بالحل السياسي في "بنك الأهداف". وقالت المصادر إن الإطار الزمني الذي اقترحه الروس يمتد من 15 إلى 18 شهرا، من تاريخ توقيع الاتفاق. وأضافت المصادر أن النقاش تفرع إلى حد بحث موضوع الوزارات السيادية، وعدم مطالبة النظام بها، فطمأن الروس إلى أنها يمكن أن تكون توافقية، ومن التكنوقراط. من ناحية أخرى، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استعداد بلاده لدعم الجيش السوري الحر في مواجهة تنظيم "داعش"، والتنسيق الوثيق مع الولاياتالمتحدة في مجال مكافحة "الإرهاب" في سوريا، مؤكدا أن حل الأزمة السورية لا بد أن يكون سياسيا وأن يتضمن إجراء انتخابات. وخلال مقابلة مع قناة "روسيا 1" التلفزيونية، أوضح لافروف أن هناك أملا في حدوث تقدم بالعملية السياسية في سوريا بالمستقبل المنظور. واعتبر أن الانتخابات البرلمانية والرئاسية يجب أن تكون جزءا من العملية السياسية في سوريا. وأوضح لافروف أن موسكو مستعدة لدعم الجيش الحر بضربات جوية ضد تنظيم "داعش". وأنهى وزراء خارجية الولاياتالمتحدةوروسيا والسعودية وتركيا اجتماعا عقدوه بالعاصمة النمساوية فيينا لبحث الأزمة السورية، دون التوصل إلى موقف مشترك بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.