لم ينتظر الإعلام الفرنسي وحماة التطرف ضد الإسلام بفرنسا صدور نتائج التحقيقات الأولية للاعتداءات التي هزت العاصمة باريس ليلة أول أمس ليوجهوا سمومهم ضد كل ما هو إسلامي ومنذ الدقائق الأولى لسماع دوي الانفجارات روجت القنوات الفرنسية فرضية وقوف جماعات إسلامية متطرفة وراء العمل الإرهابي وبعد ساعات توالت الشهادات المنقولة من مصادر مجهولة تفيد بأن أحد منفذي العمليات صدح بجملة "من أجل سوريا" وآخرين نادوا "الله أكبر" حينما هموا بتصفية الرهائن بقاعة المناسبات "باتاكلان" وحتى إن الرئيس الفرنسي لم ينتظر بيان الجماعات الإرهابية لينسب العمل الى "داعش" التي تبنت الهجوم صباح اليوم التالي. من جهتها شحذت العناوين الفرنسية والأوروبية ألسنة صحافييها على الهجوم ضد المسلمين حينما عنونت "لوباريزيان" "هذه المرة إنها الحرب"، وذهبت صحيفة إيطالية إلى أبعد من ذلك وبالبنط العريض "الإسلاماويين الأنذال". وعلى الصعيد السياسي استبقت مارين لوبين، زعيمة "الجبهة الوطنية"، الحزب اليميني المعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين في فرنسا، نتائج التحقيقات أو تأكيد هويّة الجهة التي نظمت الهجمات الأخيرة في باريس، ونسبت الهجمات إلى ما وصفته ب«الإرهاب الإسلامي". وكتبت مارين لوبين على حسابها الرسمي بفيسبوك: "الإرهاب الإسلامي: غضب بارد يملأ قلوبنا"، وهو ما جدّد دعم الكثير من المعجبين بصفحتها لها، إذ طالبوا بانتخابها رئيسة لفرنسا في الانتخابات الرئاسية القادمة، لا سيما أنها طالبت مند اندلاع أزمة اللاجئين السوريين، بإغلاق الحدود الفرنسية. كما ساند نيكولا ساركوزي، الرئيس السابق لفرنسا، فرض حالة الطوارئ وإغلاق الحدود، وهما القراران اللذين اتخذهما الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وقال ساركوزي: "الإرهابيون أعلنوا الحرب ضد فرنسا، وجوابنا يجب أن يكون حازمًا" واصفًا الاعتداءات ب«البربرية"، ومعبرًا عن إعجابه بالقوات الأمنية "التي قدمت الدليل على شجاعة تعطي القدوة". وفي المقابل أدانت دار الإفتاء المصرية، التفجيرات التي شهدتها العاصمة الفرنسية، باريس، مساء الجمعة، مطالبة بتوفير الحماية لمسلمي فرنسا من اعتداءات محتملة. واستنكر شوقي علام مفتي مصر بشدة، "العمليات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء"، مشددًا على أن "المسلمين في مختلف بقاع الأرض يعتبرون (ذلك).. عملا إجراميًا يخالف كافة الأعراف الدينية والإنسانية يستحق أغلظ العقوبات في الدنيا والآخرة". وأضاف مفتي مصر أن "انتشار العمليات الإرهابية في مختلف البلدان العربية والأوروبية خلال الفترة الأخيرة هو "مؤشر خطير".