فيلم ليس ككل الأفلام لأنه قادم من أرض الحبشة أو اثيوبيا ، حط رحاله بعاصمة قرطاج ليزيح الغطاء عن واقع امتزج بين المرارة والحياة ، بين الجوع والرخاء في بلد أهلكته المجاعة ، قصة يرويها المخرج يارد زيليكي لتفصح عن حكاية انسانية مملوءة بالحب والتفائل رغم السنوات العجاف ، سنوات الجوع على مدار 94 دقيقة يروي فيلم " الشاة " الثلاثية بتناقضاتها " الجوع ، الموت ، الوفاء " . " الشاة " فيلم يروي احدى القصص التي تعيشها الأسرة الاثيوبية فيلم حظي بتكريم الطبعة ال 26 لأيام مهرجان قرطاج السينمائية كأول فيلم يعرض في المهرجان ، زاده المخرج بانتقال من المجاعة والأرض الجرداء إلى الخضرة في مناطق تنبع بالحياة في بلد ليس بعيد عن أنه يصارع من أجل الحياة . القصة تدور على يوميات مؤلمة عاشها الطفل إفرائيم ، فلم يتجاوز بعد التسع سنوات ليفقد والدته بسبب المجاعة التي ضربت ولاتزال تضرب أثيوبيا وأتت على الآلاف من البشر وهو ما يجعله يواجه قدره ، بعدما أرسله والده مع الشاة " شوني " إلى أهله في منطقة أخرى ، لكن الوضع هناك ليس أفضل حال ، فالطفل الذي لا يعرف شيئ عن الحياة ناك بعيد عن حنان الأم في مشهد تراجيدي ، لم يتمكن من التأقلم في المنطقة والمحيط الغريب عليه ليخطط للهروب والعودة إلى موطنه . الفيلم الذي يعتبر أول شريط مطول للمخرج وانتج سنة 2015 ، يعتبر أول فيلم اثيوبي يشارك في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي في قسم " نظرة ما " حيث يصور مشهد فراق الأم بسبب المجاعة وتهجير الابن مع شاته الى منطقة فيها لقمة العيش بينما الوالد يرحل الى أديس بابا بغية طلب الرزق هو أيضا . الطفل الصغير تعلق بشاته التي تدعى " شوني " وغادر قريته الفقيرة نحو منطقة أهل والدته لكنه لم يكن يدري أن الطريق سيكون صعبا للتأقلم وتحمل له المفاجآت المغامرات . المغامرة لم تكن في وقتها بل جاءت مبكرة في طفل لم يبلغ سن الرشد لكنه رغم صغر سنه رفض مواصلة العيش في محيط جديد فرض عليه الكثير من الأشياء ولم يستطيع التأقلم فقرر الهروب لأن عمه طلب منه ذبح " الشاة " في زمن المجاعة وهو ماكان بالنسبة للطفل من سابع المستحيلات أن يفرط في رفيقة دربه من أجل الاحتفاء بمناسبة في عائلة والده . ارتأى المخرج أن يصور مشهدين متناقضين تأرجحا بين قساوة الطبيعة و الجوع والأمراض والفقر و بين الطبيعة الخضراء التي تعكس رخاء العيش في بلد أنهكته المجاعة وأفقدت أطفاله لذة العيش بعد فقدان الأم. كما تمكن الشريط من تصوير علاقة حب بين طفل وشاته ووفاءه الكبير لها والتفريط في العيش الطيب مقابل عدم ذبحها وفقدان ما تبقى له من حنان وألفة بعد وفاة والدته و توديع والده ، ليرحل رفقتها بعيدا عن ألم آخر . ف / ز