لا تزال إقالة الرئيس المدير العام للشركة موبيليس تثير العديد من التساؤلات. في حين تحدثت مصادر مطلعة ل«البلاد" من قطاع الاتصالات عن أسباب عديدة كانت وراء إقالة الرئيس المدير العام لموبيليس ساعد دامة يوم 3 ديسمبر الجاري، حيث أكدت أن السبب الرئيسي عدم استشارة مجلس إدارة المؤسسة والجمعية العامة التي تترأسها وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، وهما أعلى هيئتين في المؤسسة التي يجب ان تستشار، وبالتالي تفتح تحقيقا لمعرفة إيجابيات وسلبيات العقد الذي يربط اورانج بموبيليس، وإن كانت إيجابية يسمح له بتوقيع العقد وفي حالة العكس يرفض الاقتراح جملة وتفصيلا، إلا أن الرئيس المدير العام لموبيليس لم يستشرهما. ومن بين الاسباب التي يطرحها مسؤولون في قطاع البريد، إصرار الشركة الأم اتصالات الجزائر منذ مدة على جعل موبيليس فرعا للشركة الأم مثلما كانت الأمور عليه قبل أن تقر استقلاليتها كمتعامل منذ أوت 2003، وهو الهدف التي تقول مصادرنا إنه في طريق التحقيق. واشارت المصادر إلى أن المتعامل التاريخي للهاتف الثابت والانترنت عمل جاهدا على جعل موبيليس فرع النقال لها، لا سيما بعدما أصبحت الشركة تحقق أرقام عمل مذهلة وتواكب المنافسة باكثر من 15 مليون مشترك في الهاتف النقال. كما حققت ارقام أعمال لم تكن في الأذهان في السنوات الأخيرة تجاوزت كل التوقعات، لا سيما بعد إطلاق خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال. كما أمضت الشركة عقود رعاية لكل من الفريق الوطني واللجنة الاولمبية جعلتها تأمل في أرقام أعمال أكثر. السبب الثاني الذي جعل من اتصالات الجزائر تشدد على "تمرد" الفرع، قضية الربط الدولي الذي يدر أموالا طائلة لاتصالات الجزائر. فيما كانت موبيليس في طريق إضعاف الدخل بعدما أمضت اتفاقية مع أورانج تقضي بمجانية المكالمات نحو الجزائر على شبكة موبيليس، مما كان يهدد بعدم استعمال الجالية المهاجرة للهاتف الثابت وبالتالي فقدان ثاني أكبر شركة بعد سوناطرك لحصتها من أموال الربط الدولي، لا سيما بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها هذه الاخيرة بعد انقطاع الكابل البحري . من جهة أخرى، أجمع المحللون على خطأ عدم طرح ملف أورانج على مجلس إدارة المؤسسة والذي يطرحه من جهته على الجمعية العامة، ألا أنهم أكدوا أن دامة كان تحت المراقبة ومنع من التصريحات منذ إمضاء ريال مدريد عقد مع مؤسسة اوريدو وهو الفريق الذي تحدث ساعد دامة مرارا وتكرارا عن استقدامه إلى الجزائر، إلا أن هذا النادي الاسباني العريق صرح فيما بعد أنه لا يعرف شيئا عن عقد يربطه بأي مؤسسة جزائرية. محللون آخرون أعربوا عن استياء الحكومة من انضمام ساعد دامة إلى اللجنة المركزية للأفلان وهو الحزب الذي لم يسبق وأن ناضل فيه من قبل، وفي وقت كانت حكومة سلال تجري تغييرات على رأس المؤسسات العمومية، مما جعل المصادر نفسها تتساءل عن أسباب النضال في الأفلان في هذا الوقت بالضبط؟ من جهتها، اعتبرت وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، هدى فرعون، أن قرار إقالة الرئيس المدير العام لموبيليس ساعد دامة جاء لضمان المصلحة العامة لهذه المؤسسة الوطنية الناشطة.