اتفاق استراتيجي ومرافقة تكنولوجية في الجيل الثالث والرابع من المرتقب، حسب ما علمته "الخبر"، أن يتم اليوم التوقيع على اتفاق هام خلال زيارة الوزير الأول الفرنسي جون مارك آيرو للجزائر، وانعقاد اللجنة المشتركة الفرنسية الجزائرية للأعمال، يتيح دخول المجموعة الفرنسية "أورانج" في رأسمال متعامل الهاتف النقال "موبيليس" فرع المتعامل التاريخي اتصالات الجزائر بنسبة أقلية لم يتم تحديدها، إضافة إلى اعتماد شراكة إستراتيجية تسمح بمصاحبة موبيليس لإطلاق الجيل الثالث، ثم الرابع. أشارت مصادر مقربة من قطاع البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، أن الاتفاق الاستراتيجي الأول من نوعه يعد امتدادا لسنوات التعاون القائمة بين “أورانج” واتصالات الجزائر من خلال فرعها سوفريكوم، وسمح هذا التعاون في التمهيد للانتقال إلى مرحلة جديدة مع إطلاق الجيل الثالث للنقال لإقامة علاقة طويلة الأجل، تعكس رغبة الشركة الفرنسية في تدارك المرحلة السابقة التي أخفقت فيها في افتكاك رخصة خاصة بالهاتف النقال في 2001، والتي ظفرت بها أوراسكوم تيليكوم القابضة المصرية برئاسة نجيب ساويريس. وسيتيح الاتفاق تحديد مشاريع صنفت بالأولوية بالنسبة للجانبين، على رأسها “دراسة أخذ حصة أقلية من قبل مجموعة أورانج في رأسمال موبيليس فرع اتصالات الجزائر”، والتوقيع على شراكة لتحويل موبيليس ومصاحبتها، خاصة في إطار إطلاق التكنولوجيات الجديدة، للاتصال من الجيل الثالث، ثم الرابع”. في نفس السياق، تقوم المجموعة الفرنسية بضمان تحويل المعرفة والتكنولوجيا والمهارات والخبرة الضرورية في كافة المجالات للمسيرين والتقنيين والمستخدمين العاملين في متعامل الهاتف النقال “موبيليس”، وتمكين الشريك الجزائري من الاستفادة من مخابر البحث والتطوير والمراكز التكنولوجية الخاصة ب“أورانج” لتفعيل عمليات الابتكار والإبداع التكنولوجي على مستوى موبيليس والسماح لها بإطلاق عدة خدمات ذات قيمة مضاعفة عالية، من بينها “نظام التعاملات البنكية والمصرفية عبر النقال”، وأخيرا إقامة ربط بيني مباشر بين أورانج وموبيليس للاتصالات الدولية. على صعيد متصل، أبدت مجموعة أورانج اهتماما لمصاحبة المتعامل التاريخي اتصالات الجزائر لتطبيق إستراتيجيتها “ذات الأولوية”، من بينها تطوير نشر شبكة الثابت للتدفق العالي وإطلاق الجيل الرابع، واعتماد خدمات فعالة ومبتكرة لدعم تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمؤسسات الجزائرية الكبيرة. وأكثر من ذلك، عبّرت المجموعة الفرنسية كشريك من الدرجة الأولى لاتصالات الجزائر وموبيليس، عن رغبتها في دعم تعاونها لتطوير الإنترنت في الجزائر، من خلال إطلاق خدمة التعبئة عن بعد “أيرتايم”، فضلا عن المساهمة في تطوير برنامج الجزائر الالكترونية، لاسيما مشروع “الذخيرة” مع الأكاديمية الجزائرية للغة العربية للمساهمة في تطوير الرقمنة ونظام التعرف البصري للحروف ومحركات البحث باللغة العربية. يضاف إلى ذلك، إقامة مهمة خاصة لدعم اللجنة المكلفة بتأطير مشروع نظام المعلومات للموارد البشرية مع الإدارة الجزائرية في إطار المناقصة التي تم إطلاقها من قبل وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال. وبهدف تجسيد بنود وشروط المشاريع ذات الأولوية، تم تشكيل مجموعة عمل يترأسها مسؤول من كل مجموعة بالشراكة، سيتم تعيينهم بعد ثمانية أيام من التوقيع على الاتفاق المرتقب اليوم، وأسندت لهذه المجموعة مهمة تحديد كافة الالتزامات المالية والعملية والقانونية والتقنية للطرفين بالنسبة لكل مشروع صنّف كأولوية، ليتم بعدها ترك القرار النهائي لمسؤولي الشركتين. ولضمان الإسراع في تجسيد المشاريع، منحت لمجموعة العمل مدة ستة أشهر ابتداء من تاريخ التوقيع على الاتفاق لتقديم كافة القرارات للهيئات المسيرة، مع إمكانية تمديد المدة بالاتفاق بين الجانبين. وينتظر أن يحضر مراسيم التوقيع على الاتفاق، المسؤول الأول عن مجموعة “أورانج” ستيفان ريشارد، والمدير العام لموبيليس سعد داما، علما أن مجموعة “أورانج” شركة ذات أسهم تمتلك أغلبيتها الدولة الفرنسية بنسبة 64.3 في المائة.