عادت قضية الطفلة (م.أميرة) التي أصيت بتشوه وحروق بليغة إثر شرارة كهربائية اندلعت بغرفة عناية الرضع بالعيادة الخاصة "آية" ببئر خادم" في العاصمة إلى الواجهة، بعد إجراء تحقيق تكميلي في هذه القضية الذي أفضى إلى تطور عجز الطفلة الضحية إلى نسبة 30 بالمائة وإصابتها بعاهة مستديمة بتشوه الجانب الأيسر من وجهها وأضرار بليغة أخرى في يدها وبتر أصبعها جراء الحادث الذي لم يجد له المتسببون من مبرر سوى أنه "قضاء وقدر" في ردة فعل زادت حرقة وألم والدي "أميرة" اللذين حسبهما لن يشفي غليلهما سوى ردع المسؤولين عن الواقعة ليكونا عبرة لغيرهم. وقد مثل، أول أمس، كل من مسير عيادة الجراحة والولادة "آية" رفقة "الممرضة المسؤولة عن غرفة رعاية المواليد الجدد أمام محكمة الجنح الابتدائية لبئر مراد رايس، عن ارتكابهما جنحة الجروح الخطأ، عقب تعرض الرضيعة "أميرة" مطلع يوم 16 سبتمبر 2013، لحروق متفاوتة الخطورة التي لم يمض على ولادتها سوى 3 أيام فقط وكان من المفروض أن تغادر ووالدتها العيادة نحو البيت العائلي في النهار غير أن الحادث المشؤوم أخلط الأمور، وهو الحادث الذي قالت عنه والدة "أميرة" وهي تبكي وزوجها بحرقة فلذة كبدهما بأنها سمعت حينها بكاء أطفال دون توقف من غرفة العناية بحديثي الولادة ولأن ولادة ابنتها كانت عن طريق عملية قيصرية تعذر عليها الإسراع إلى تفقد الأمر لتبادر بإطلاق إنذار النجدة غير أن الأخيرة لم يكن شغالا، وفي حدود الساعة السابعة صباحا أخبرها مسير العيادة بالواقعة طالبا السماح مخاطبا إياها "قدر الله ما شاء فعل ابنتك احترقت"، مضيفة "يومها كنت سأغادر العيادة"، وهي تستذكر الحادثة المشينة، قالت إن هول الخبر نزل عليها كالصاعقة جعلها تلتزم مكانها ليخاطبها أحد مسؤولي العيادة "الله يبارك عندك صبر وشجاعة" ليطلب منها الاتصال بزوجها لاصطحاب رضيعتهما على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي مصطفى باشا، مؤكدة أنه وبمجرد تنقلها لمعاينة ابنتها كانت هذا الأخيرة مفحمة وملابسها محروقة عن آخرها وكأنها قطعة فحم ملقاة على سرير، قيل لها إن سبب الحادث هو شرارة كهربائية أدت إلى ذوبان وتحطم مصباح الغرفة من نوع "الفلور يسنت" أو ما يعرف ب "النيون" لتسقط شظاياه على جسم الرضيعة الغض، فأصابها بحروق خطيرة على الجانب الأيسر مهن وجهها وإصابات بليغة على يدها اليمنى مما استلزم بتر أحد أصابعها حيث أصيبت حينها بعجز 10 بالمائة غير أنه وبعد مرور الوقت باتت حالتها تزداد سوءا حيث بلغت نسبة العجز 30 بالمائة. وأثر الوضع على نفسية الوالدين اللذين عبرا عن خشيتهما من المستقبل المجهول الذي ينتظرها في ظل استحالة إخضاعها لأي عملية جراحية في الوقت الراهن إلى غاية بلوغها سن الرشد. وأكد والد "أميرة" أن مسير العيادة لم يكلف نفسه عناء السؤال عن حال الضحية وأكثر من ذلك وقبل مغادرتها وأمها العيادة ألزم بدفع تكاليف العملية القيصرية المقدرة ب 7 ملايين سنتيم، وقد حاول مسير عيادة "آية" خلال مثوله للمحاكمة ممثلا في الشخص المعنوي، رفع المسؤولية عن منشأته الصحية مؤكدا أن مثل هذه الحوادث تقع في أي مكان وزمان، فيما تراجعت الممرضة عن تصريحاتها السابقة، حين حاولت في ردها على أسئلة القاضية تأكيد تواجدها بمكان عملها وفق المهام المخولة لها في رعاية الرضع أثناء وقوع الحادث، بعدما كانت قد أكدت في محضر رسمي لدى مصالح الضبطية القضائية أنها كانت تساعد إحدى القابلات في توليد إحدى السيدات، وأنها لم تكن بغرفة عملها، وعلى ضوء مجريات القضية، تمسك دفاع الضحية "أميرة" بإلزام المتهمين بتعويض هذه الأخيرة، فيما التمس ممثل الحق العام توقيع عقوبة العام حبسا نافذا و100 ألف دج غرامة نافذة في حق الممرضة وما يعادل 5 مرات قيمة الغرامة المقررة قانونا على الشخص المعنوي، في وقت أبدى فيه دفاع العيادة استعداد مسيرها لجبر ضرر الضحية ونقلها للعلاج خارج الوطن.