أدانت محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة، أول أمس، ممرضة ومسير عيادة ”آية” بشهرين حبسا موقوف النفاذ و20 ألف دج غرامة نافذة، مع إلزام المتهمين المدانين بالدفع للضحية تعويضا مؤقتا بقيمة 100 ألف دج وتعيين خبير على الطفلة ”أميرة”. قصة الرضيعة ”أميرة” أبكت كل من حضر جلسة المحاكمة يوم المحاكمة على مستوى محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة. ”أميرة” هي رضيعة لم تتوقع أن تواجه في الساعات الأولى من ولادتها عدوانا، صارعت فيه من أجل أن تبقى على قيد الحياة ولكن بتشوهات جسدية يندى لها الجبين. قبل 18شهرا من تاريخ اليوم، ولدت ”أميرة” وكان والداها سعيدين بعد أن رزقا بها، ولكن سرعان ما تلاشت هذه الفرحة بعد إخراج المولودة ”أميرة” لجناح ما بعد الولادة، فبعد مكوثها هناك لساعات قلائل وقعت شرارة كهربائية أشعلت فتيل النيران بالمصباح الكهربائي من نوع ”نييو”، وراح البلاستيك يذوب ويتقاطر على وجه أميرة التي كانت نائمة مباشرة تحته، ما أدى إلى احتراق وجهها وأصابع يديها. ”أميرة” تم إخراجها من الغرفة بعد أن استنشقت غاز ثاني أكسيد الكربون، حسب تصريحات والديها في الجلسة العلنية. وبعد إخطار أمها أن طفلتها تعرضت لحادث مميت بالعيادة، تعرضت الوالدة لأزمة نفسية حادة. الوالد بدوره سارع لإنقاذ ابنته بعد أن أخطرته زوجته بأن ”أميرة” تعرضت لحادث خطير قد يودي بحياتها. والدة أميرة:”رضيعتي خرجت مفحمة من غرفة ما بعد الولادة” ”تفاجأت بإخراج رضيعتي الحديثة الولادة مفحمة من غرفة ما بعد الولادة، ظننتني سأفقدها، طفلتي تعيش بعاهة مستديمة وأنا لاأزال إلى غاية يومنا هذا تحت وقع الصدمة النفسية.. سمعنا الرضع يبكون ويصرخون بأعلى أصواتهم، وبعد ساعتين تفطنت الممرضة لحدوث حريق بالغرفة كونها كانت بصدد مساعدة القابلة على توليد امرأة حامل، لم يكونوا بصدد حراسة أطفالنا أثناء وقوع الحادث والعاهة المستديمة التي تعاني منها طفلتي كان سببها الطاقم الطبي.. ابنتي تعرضت لبتر اصبعها ناهيك عن الحروق التي تعتري جسدها الصغير، والتشويه الذي يتربع على مساحة كبيرة من وجهها”. والد أميرة: ”نزعوا عن طفلتي ثيابها بالقوة، ما أدى إلى سلخ جلدها عن جسدها” والد الطفلة أميرة راح يروي للقاضية ما حدث بتاريخ الوقائع والدموع تنهمر من عينيه، استجمع قواه بصعوبة شديدة للدفاع عن طفلته، وراح يروي للقاضية المعاناة التي يعيشها رفقة عائلته الصغيرة إلى يومنا جراء الإهمال الطبي لعيادة ”آية”:”ولدت طفلتي قبل 18شهرا وبعد ولادتها، وردني اتصال من زوجتي تخبرني فيه أن طفلتنا تعرضت لحادث مريع بعد أن تفحم جلدها بعد نشوب حريق نجم عن شرارة كهربائية تسبب في إحراق المصباح الكهربائي وذاب البلاستيك على وجه طفلتنا التي راحت تخفي وجهها رغم حداثة سنها بكلتا يديها، ما تسبب في تفحم أصابع يدها اليمنى ومن ثم بتر أصبعها، على غرار الحروق التي أصابت جسدها الصغير، وتشوه وجهها. ولغاية الساعة لا يمكننا إخراجها دون تغطيتها جيدا من حرارة الشمس قبل وضع مرهم لحمايتها من أشعة الشمس، طفلتي تم إخراجها بعد ساعتين من جناح ما بعد الولادة نظرا لإهمال الطاقم الطبي لها، خرجت مفحمة من الغرفة، وتكفل مالكو العيادة بطمس آثار الحادث قبل وصول شركة التأمين لمعاينة الحادث. كما أن المسير طلب مني 7 ملايين سنتيم لمعالجة طفلتي من الحروق، ثم طلب مني إخراج زوجتي وطفلتي والتوجه لمعهد ”باستور” أين تكفل بطفلتي الطاقم الطبي، وحتى البروفيسور”بوغتو” عمل مجهودا مضاعفا لإنقاذ ابنتي من الموت المحتم، خاصة أن الطاقم الطبي بعيادة ”آية” نزعوا عن طفلتي ثيابها عنوة، ما أدى إلى فصل جلدها عن جسدها في منظر يندى له الجبين بهدف طمس آثار الجريمة، واتصلت بالمسير أكثر من مرة للتكفل بعلاج ابنتي ولكن لا حياة لمن تنادي”. تصريحات صاحب العيادة والممرضة: واجه صاحب عيادة ”آية” وممرضة تهمة الجرح الخطأ أمام هيئة محكمة بئرمرادرايس بالعاصمة، أول أمس، حيث أنكر المتهمان ما جاء على لسان والدا الرضيعة ”أميرة”، وجاء ضمن تصريحات الممرضة أنها مباشرة بعد سماعها لصراخ الرضع هرولت مسرعة لإنقاذهم، في حين جاء ضمن تصريحات صاحب العيادة أنه عرض على والدي الطفلة مساعدة مادية والتكفل بعلاجها في الخارج. كما صرح أنه تكفل بتقديم يد المساعدة للرضيعة، وهو الأمر الذي أنكره والداها جملة وتفصيلا، واللذان صرحا لنا على هامش المحاكمة أنه لم يسأل عن الرضيعة مدة 18شهرا، وبحلول تاريخ المحاكمة أراد تسوية الأمور معهما وديا، وهو الأمر الذي رفضاه، خاصة أن العيادة - حسبهما - ارتكبت جريمة لا تغتفر في حق ابنتهما وجميع الرضع على حد سواء، وعليهما إيصال قصة طفلتهما للعام والخاص..