محاولات أممية لتفادي نسف اتفاق المصالحة الليبية أعلن رئيسا مجلس النواب والمؤتمر الوطني العام في ليبيا تشكيل لجان مشتركة لمعالجة نقاط الخلاف، مطالبين بتأجيل توقيع الاتفاق السياسي المقرر الخميس في الصخيرات بالمغرب. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده رئيس مجلس النواب عقيلة صالح مع رئيس المؤتمر الوطني العام نوري أبو سهمين في مقر الحكومة المالطية في فاليتا، عقب اجتماع مشترك برعاية رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات. ورفض المسؤولان اتفاق سلام برعاية الأممالمتحدة، وذلك قبل توقيع معتدلين من طرفي الصراع عليه، كما كان مقررا اليوم، ما يسلّط الضوء على الانقسامات الغائرة التي تمثل تحدياً للجهود الدولية لوقف القتال. واجتمع الاثنان للمرة الأولى منذ آخر نشوب للقتال قبل أكثر من عام، ووصفا اللقاء بأنه "تطور يظهر تقدماً". لكنهما قالا إن القوى العالمية فرضت الاتفاق، وطلبا مزيداً من الوقت لوضع مبادرة ليبية. ومن المقرر أن يوقّع معتدلون من البرلمانين ومستقلون الاتفاق. ويدعو الاتفاق إلى تشكيل "حكومة وحدة ووقف إطلاق النار". ولم يصدر إعلان فوري عما إذا كان التوقيع سيتم أم لا. ولم تلتزم الأطراف الليبية بمهل وتواريخ مفاوضات أعلنت من قبل. وقال رئيس مجلس النواب المنتخب الذي يعمل من الشرق، عقيلة صالح، للصحافيين إنه التقى برئيس المؤتمر الوطني العام ومقره طرابلس، نوري أبو سهمين، لإيجاد حل للأزمة الليبية، وإبلاغ العالم بأن الليبيين قادرون على حل مشاكلهم بأنفسهم. وأضاف أنه ما من شك أن الليبيين يحتاجون إلى مساعدة المجتمع الدولي، لكنهم يرفضون أي ضغوط من الخارج. وذكر أنه لا يمكن لأحد الضغط عليه أو حمله على تغيير رأيه. وقال أبو سهمين إن رئيسي البرلمانين سيبحثان بنوداً من اتفاق الأممالمتحدة، لكنه طلب من المجتمع الدولي اعتبار اجتماعهما وسيلة إلى توافق ليبي. من ناحية أخرى، يعتزم المبعوث الأممي، مارتن كوبلر، عقد لقاء في مدينة البيضاء الليبية مع أعضاء من مجلس النواب الرافضين للاتفاق قد يشمل قائد الجيش خليفة حفتر الذي يمثل مستقبله أحد نقاط الخلاف بين مجلس النواب المعترف به والمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، وذلك في محاولة ربما تكون الأخيرة لتفادي نسف الاتفاق الذي ترعاه الأممالمتحدة ويراه المجتمع الدولة المخرج الوحيد لليبيا من أزمتها. ويأتي هذا فيما تم الإعلان عن تأجيل الموعد المقرر لتوقيع الاتفاق السياسي الليبي وتشكيل حكومة وفاق وطني في الصخيرات المغربية، في وقت طالبت فيه البعثة الأممية في ليبيا بضرورة إخضاع معرقلي الحوار والمسؤولين عن استمرار العنف في البلاد للمساءلة الدقيقة. وميدانياً، أطلق الجيش الليبي عملية عسكرية لطرد الجماعات الإرهابية من مدينة أجدابيا القريبة من أكبر حقول النفط شرقي البلاد، بعد أن شهدت المدينة مؤخراً تصاعداً لوتيرة الاغتيالات وعمليات الخطف. كذلك حلقت طائرات تابعة للجيش الليبي في أجدابيا، وسط معلومات عن تحركات لعناصر "داعش" في الجنوب.