رحبت الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي بالاتفاق السياسي الذي وقعه بعض الفرقاء اللييين بالمغرب في غياب المؤتمر الوطني الليبي العام الذي أكد أن امتناعه عن التوقيع كان بسبب عدم الأخذ بتعديلات اقترحها. فقد وصفت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني التوقيع بالأحرف الأولى لمسودة اتفاق السلم والمصالحة التي أعدتها بعثة الدعم التابعة للأمم المتحدة في ليبيا، بأنه خطوة مهمة نحو استعادة السلام والاستقرار في البلاد. وأضافت موغيريني في بيان أن الاتحاد الأوروبي سيدعم حكومة الوحدة الوطنية الليبية -التي نص عليها الاتفاق- فور تشكيلها. وينص الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية, واعتبار مجلس النواب المنحل المنعقد في طبرق شرقي ليبيا الهيئة التشريعية، مع تشكيل "مجلس أعلى للدولة" صفته استشارية. كما قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي إن الاتفاق الذي تم توقيعه مساء السبت في الصخيرات جنوبي العاصمة المغربية الرباط، مرحلة مهمة نحو إعادة السلام إلى ليبيا التي وصفها بالبلد الكبير. وفي نيويورك دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان إلى الإسراع في التوصل إلى اتفاق كامل وتطبيقه، معتبرا أن توقيع اتفاق الصخيرات يقرب البلاد من حل أزمتها الأمنية والمؤسساتية، حسب تعبيره. وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون قال إن الباب يبقى مفتوحا لمن اختاروا عدم التوقيع, في إشارة إلى المؤتمر الوطني العام الذي يتحفظ على مسائل بينها منح مجلس النواب المنحل السلطة التشريعية والإبقاء على أشخاص مثل اللواء المتقاعد خليفة حفتر في المؤسسة العسكرية. كما قالت البعثة -التي يرأسها ليون في بيان- إن قبول أحد الأطراف للاتفاق مع تقديم تحفظات محددة يحفظ للأطراف حقهم في الاستمرار في التفاوض حتى التوقيع النهائي وإقرار الاتفاق. وأعلنت البعثة إرجاء مناقشة النقاط الخلافية حول المسودة إلى حين مناقشة الملاحق المرتبطة بهذا الاتفاق، وذلك في جولات جديدة بعد عيد الفطر. وكان المؤتمر الوطني الليبي العام قد أعلن الثلاثاء الماضي رفض هذه المسودة بسبب ما سماه غياب نقاط جوهرية فيها، مؤكدا رغم ذلك استعداده للمشاركة في جلسات جديدة للحوار في المغرب. وفي رسالة إلى ليون قبيل حفل التوقيع في الصخيرات، قال رئيس المؤتمر نوري أبو سهمين إن المؤتمر مستعد لإرسال وفده من جديد للمشاركة في جولات للحوار على أن يكون الهدف "تقديم التعديلات" التي يراها مناسبة، أو "بحث أسس وآلية جديدة". وأشار إلى أن عدم توقيع المؤتمر للمسودة كان بسبب تجاهل التعديلات التي عرضها في وقت سابق. من ناحية أخرى، أكدت تقارير مقتل ستة مدنيين وإصابة عشرة آخرين جراء سقوط قذيفتين بشكل عشوائي بشارع عشرين بمدينة بنغازي وفقا لما أكدته مصادر طبية بمستشفى الجلاء، وذلك بعد بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين إثر سقوط صاروخ مساء الأحد. وقالت المصادر إن عددا من الجرحى إصاباتهم بالغة جراء تناثر شظايا القذيفتين اللتين أحدثتا خسائر مادية كبيرة بممتلكات المدنيين وبيوتهم.بحسب المصادر. ويعتبر شارع عشرين ببنغازي من أكبر شوارع المدينة وأكثرها اكتظاظا بالسكان. وفي وقت سابق أفادت مصادر طبية بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين إثر سقوط صاروخ مساء الأحد في منطقة سكنية بمدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية شرقي ليبيا. وقال الناطق باسم سلاح الجو الليبي ناصر الحاسي إن الهجوم الصاروخي أصاب شارع بيروت المزدحم بعد ساعات من هجوم بطائرة نفاثة على جرافة محملة بالذخيرة غربي بنغازي.