بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رسالة إلى الشعب الجزائري بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف داعيا إلى الاحتفال بهذه الشعيرة على طريقة السلف من خلال توثيق صلات الرحم والتنافس على فعل الخير وإشاعة البهجة في القلوب. وجاء في رسالة الرئيس التي قرأها عنه وزير الشؤون الدينية و الاوقاف محمد عيسى خلال حفل للاحتفال بهذه المناسبة : "في هذه الأجواء الاحتفالية البهيجة والمشاعر الإيمانية التي ازدانت بها شوارع قرانا ومدننا المشعة بأنوار مولد المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم, يطيب لي أن أتوجه إلى كافة الجزائريات والجزائريين بأحر التهاني وأصدق الأماني, بمناسبة المولد النبوي الشريف". "إن الاحتفال بيوم المولد النبوي الشريف -يقول الرئيس- هو من أعظم شعائرنا المقدسة التي دأب الجزائريون على أن يتنافسوا فيها على فعل الخير والبر, ويسارعوا إلى توثيق صلات الرحم وإشاعة البهجة في القلوب وليس ذلك بغريب على شعبنا الأصيل المؤمن, فقد كان أجدادنا يحتفلون بهذه المناسبة السارة بتلاوة كتاب الله وقراءة كتب السيرة العطرة في مساجدهم, والترنم بقصائد المديح النبوي في مجالسهم, فيبعثون الفرحة في أفئدة أبناء الأمة". ويتابع رئيس الجمهورية رسالته بالقول "إن عمق الإيمان وأصالة الانتماء إلى هذا الوطن المفدى هو الذي حدا بحجاجنا الميامين أيام الحج المبارك لهذا العام, على إن تصدح حناجرهم في رحاب مكةالمكرمة بالتلبية والتهليل والتكبير وتهتف بشعار "تحيا الجزائر" بأهازيج شعبية رددت صداها جبالها من الصفا والمروة إلى منى فعرفات". ويضيف "لقد سعدت أيما سعادة ببنات وطننا وأبنائه الميامين وهم يؤدون مناسكهم, يحذوهم الحرص على أن تبقى صورة الجزائر ناصعة كما هي على الدوام, يرفعون ذكرا ويمجدون اسمها بين أمم الدنيا, وزادني سعادة وغبطة ما تميزوا به من تلاحم, وتعاون وتضامن وتالف فيما بينهم, ومن جرأة ونخوة وبسالة تجلت في هيبتهم النبيلة حين سارعوا إلى نجدة وإنقاذ المنكوبين وإسعاف الجرحى والتكفل بالمتضررين من أبناء الأمة الإسلامية, أثناء الحادثين المروعين اللذين وقعا في رحاب الحرم المكي وشوارع منى. ولاغرو فقد كان هذا ديدن الجزائريين على مر العصور". "وبعد أن قضى الله أمرا كان مقضيا, فإني أهيب بأبناء وطننا إلى أن يتذكروا إخواتهم وإخوانهم الذين فاضت أرواحهم بالبقاع المقدسة, و أن يترحموا عليهم و يدعوا لهم بالمغفرة و الرضوان و أن يجعلوا مناسبة المولد النبوي الشريف فرصة لزيارة أهاليهم و مواساتهم و تبشيرهم بحسن المثوى لمفقوديهم بإذن الله. و أدعوهم إلى أداء صلاة الغائب على أرواحهم الزكية, في مساجد الجمهورية و جوامعها". ويختم الرئيس رسالته بالقول" أسأله تعالى منيبا إليه أن يهبهم من لدنه رحمة و مغفرة, و أن يبوئهم مقاما كريما في جنات النعيم و أن ينزل في قلوب أهلهم و ذويهم السكينة و الصبر الجميل". "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و أنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة و أولئك هم المهتدون".