دعا تقرير مشترك لمركزين للدراسات والتفكير في الولاياتالمتحدةالأمريكية، رعاه م سؤولون أمريكيون سابقون عملوا لدى الإدارتين الجمهورية والديمقراطية، الرئيس الأمريكي الجديد إلى إطلاق مبادرة جديدة تجاه منطقة المغرب العربي والعمل على تسوية النزاع في الصحراء الغربية. و جاء في التقرير الذي يحمل عنوان ''لماذا يكتسي المغرب العربي هذه الأهمية؟'' والذي أعده كل من معهد بوتوماك للدراسات السياسية بواشنطن، وقسم إدارة النزاعات بمعهد الدراسات الدولية المتقدمة، التابع لجامعة جونس هوبكنز، والموجه إلى إدارة الرئيس الأميركي الجدي باراك أوباما، أنه على الإدارة الأمريكية إعادة إطلاق مبادرة جديدة تساهم في تفعيل الاتحاد المغاربي اقتصاديا تجاريا و تكنولوجيا. وأكد التقرير، الذي يعتبر أن بلدان المغرب العربي تمثل مصالح حيوية بالنسبة للولايات المتحدة، سواء تعلق الأمر بالطاقة، أو بضرورة القضاء على تهديد الإرهاب المتصاعد بالنسبة للأميركيين ومصالحهم، فضلا عن الفرص الاقتصادية، التي توفرها هذه المنطقة، أنه ''في الوقت الذي تبحث إدارة أوباما أولوياتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإنه من المهم إقامة قطيعة مع النظرة التي كانت تعتبر المنطقة بمثابة مجموعة من البلدان المنفصلة، التي لها مصلحة وطنية ثانوية''، بالنسبة إلى واشنطن. وقال التقرير إن الاندماج الإقليمي بشمال إفريقيا سيدعم جملة من المصالح الأمريكية التي توجد في صلب إستراتيجية الاستقرار والأمن والأهداف الاقتصادية. واقترح أصحاب التقرير، في هذا السياق، تعيين مسؤول كبير لشؤون شمال إفريقيا لتسهيل تنسيق السياسات الإقليمية وتقدير حجم الاهتمام الممنوح لهذه الجهة من العالم، كما اقترحوا إقامة لقاءات دورية بين السفراء الأمريكيين في المنطقة لتبادل المعلومات. وبخصوص مبادرة تحقيق الاندماج الإقليمي التي تحدثوا عنها، رأى معدو التقرير أنه يجب أن تكون على شاكلة مبادرة التنمية من أجل شمال إفريقيا التي أطلقت في سنة1998 بقيادة نائب كاتب الدولة الأمريكي الأسبق للتجارة وهو من معدي التقرير الجديد. والاقتراح الرئيسي الثاني وفق التقرير هو ضرورة مساهمة الإدارة الأمريكية في جهود المنطقة في مكافحة التيارات الإرهابية في اتجاه أفقي وعمومي أي بين واشنطن ودول المنطقة وبين دول المنطقة نفسها، عبر إنشاء مركز إقليمي لمكافحة الإرهاب لتبادل المعلومات وتنسيق السياسات ومكافحة الهجرة غير الشرعية و وتهريب البشر. ورغم ما تضمنه التقرير من اقتراحات عملية، فضح تكرار ذكر المغرب ومحاسنه والانحياز المباشر للرؤى المغربية للنزاع في الصحراء الغربية، حقيقة الرسائل التي تضمنها والتي تهدف أساسا لتوجيه السياسة الأمريكية في المنطقة بما يخدم شرعنة الهيمنة الاستعمارية المغربية على الصحراء الغربية والتحايل على الشرعية الدولية ومقررات الأممالمتحدة. وشارك في إعداد التقرير، ويليام زارتمان مدير قسم إدارة النزاعات بمعهد الدراسات الدولية المتقدمة التابع لجامعة جونس هوبكنز والمتخصص في الشؤون الجزائرية، والأستاذ جونه ألكسندر مدير المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب بمعهد بوتوماك والسفير ستيوارت إيزنستات مساعد كاتب الدولة الأمريكي للشؤون الاقتصادية والفلاحة في عهد إدارة الرئيس كلينتون والسفير الأمريكي السابق لدى الاتحاد الأوروبي. وضمت قائمة الشخصيات التي رعت التقرير كاتبة الدولة السابقة في عهد إدارة الرئيس كلينتون السيدة مادلين أولبرايت، ولورن كرانر رئيس المعهد الجمهوري الدولي، وشيستر كروكر أستاذ الدراسات الإستراتيجية بجامعة جورج تاون، والسفير ستيوارت ايزنستات، وجون انتيلس أستاذ العلوم السياسية بجامعة فوردام، ولوسيو غيراتو سفير سابق لدى الاتحاد الأوروبي، والسفير روبرت بيليترو مساعد كاتب الدولة السابق لشؤون الشرق الأوسط، وروبين رافييل سفير سابق بتونس، وإدوارد والكر سفير سابق بإسرائيل ومصر والإمارات العربية المتحدة، ودافيد وولش، مساعد كاتب الدولة لشؤون الشرق الأوسط سابقا وسفير سابق لدى مصر.