أشاد إدوارد موريتمور البروفيسور بجامعة هاذرفورد الأمريكية، أمس، بسياسة المصالحة الوطنية معتبرا أنها قد أخرجت الجزائر من عشرية سوداء، مضيفا من جهة أخرى أن سياسة إدارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةالجديدة تجاه المغرب العربي ستشهد تغييرا هادئا وبطيئا، موضحا أن توجه أوباما بخصوص قضية الصحراء الغربية يميل إلى موقف الجزائر وهو تقرير المصير غير أن الإدارة الأمريكية تحاول التوفيق بين موقف الجزائر والمغرب حول هذا الموضوع. باشر،أمس، مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية سلسلة جديدة من الندوات الفكرية التي يتم إعدادها هذه المرة بالتنسيق مع المركز الأمريكي للدراسات في المغرب العربي، وقد كانت الندوة الأولى من تنشيط البروفيسور الأمريكي إدوارد موريتمور الذي قدم محاضرة تحت عنوان "البعد المغاربي في سياسة أوباما الخارجية"، أكد خلالها أنه كان شاهدا على انقسام الجزائر وضياعها خلال سنوات العشرية السوداء بسبب الإرهاب، وبعد أن نوه بالمصالحة الوطنية التي قال إنها كانت ناجحة وجعلت الجزائر في ظروف أفضل، دعا هاذرفورد إلى التوجه بالشكر إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان له الفضل في ذلك. أما فيما يخص موضوع الصحراء الغربية فقد أوضح البروفيسور أن الإدارة الأمريكية تتجه إلى الموازنة بين الموفقين الجزائري والمغربي فيما يخص حل القضية الصحراوية، معتبرا أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتجه في موقفه من هذه القضية إلى طرح تقرير المصير الذي تدعمه الجزائر، متسائلا في نفس الوقت عما إذا كان هذا الأخير سيوظف هذا التوجه في سياسيته، وما إذا كان سيعطي لهذا المشكل وزنا مهما في إدارته؟ وعلى صعيد آخر، تطرق البروفيسور الأمريكي بالاعتماد على عدة حقائق ودلائل إلى تحليل السياسة الأمريكية تجاه المغرب العربي موضحا أن سياسة اوباما الخارجية تجاه هذه المنطقة ستشهد تغييرا بطيئا، حيث أنه حمل خلال حملته الانتخابية شعار "نعم نستطيع" وهو ما يدل على التغيير في كل المجالات. وفي ذات السياق، تحدث البروفيسور بجامعة "هاذرفورد" عن القوة الهادئة التي يؤمن بها أوباما والتي تعني التغيير البطيء والهاديء، مشيرا إلى أن سياسة أوباما الخارجية تقوم على الوسطية بين استعمال القوة العسكرية والدبلوماسية، وقد سعى أوباما –حسب المتحدث- إلى ذلك من خلال تعيين عدد من منتهجي الوسطية ضمن طاقمه الحكومي على رأسهم هيلاري كلينتون وسوزان رايس، إلى جانب الإبقاء على بعض العناصر الأخرى من العسكريين من أجل الحفاظ على التوازن داخل الحكومة. وأوضح المتحدث في ذات السياق، أن هناك تطورا كبيرا في علاقات الإدارة الأمريكية مع البلدان الإفريقية ولاسيما الشمالية منها، مشيرا إلى أن التقسيم الكلاسيكي للمناطق الجغرافية والذي يضم بلدان المغرب العربي إلى الشرق الأوسط كان له التأثير الكبير على السياسة الأمريكية السابقة تجاه هذه المنطقة. وقال البروفيسور الأمريكي في هذا الصدد إن أسلوب أوباما في السياسة الداخلية يقوم على البحث عن فضاء مشترك بين الجميع وهي الطريقة ذاتها التي يتبعها في سياستة الخارجية، وقد تكللت المحاضرة التي نشطها الأستاذ برقوق أمحند رئيس المركز والأستاذ بكلية الإعلام بجامعة الجزائر بمناقشة ساخنة أجاب خلالها المحاضر على عدة أسئلة.