الماروتي مفقودة في السوق والقديم "بشلاغمو" استطلاع: السعيد زنيطيط ارتفعت أسعار السيارات بشكل جنوني أدّي بطريقة مباشرة الى حالة من الركود في البيع والشراء، حالة لم يسبق لها مثيل في سوق السيارات بالجزائر، خصوصا بعد السقوط الحر لقيمة الدينار بما يقارب ال30 في المائة، بسبب تراجع قيمة صادرات النفط بشكل أثّر سلبا على أسواق السلع والخدمات على حد سواء، وصار المواطن في حيرة من أمره، أيقتني السيارة من الوكيل، أو يشتريها من السوق. فعند الوكيل قد يأخذ الأمر وقتا ومشكل السيارات المستوردة يصنع الحدث في أيامنا خصوصا التي تقبع في الموانئ بسبب التوطين المالي، وفي السوق هذا الأمر أثّر سلبا على أسواق السيارات حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني. لا بيع لا شراء، فقط اقتراح أسعار، هو ما سجّلناه خلال الجولة الصباحية التي قادت "البلاد" الى سوق تيجلابين للسيارات بولاية بومرداس. جولة استطلاعية لمعاينة مختلف أسعار السيارات، تمّ من خلالها تسجيل غلاء فاحش في الأسعار، غلاء لم يُشهد له مثيل حتى في السنوات الاشتراكية، أو في السنوات التي كانت الجزائر تستورد فيها السيارات أقل من ثلاث سنوات عن تاريخ تصنيعها من الدول الأوروبية، وكانت السوق تعجّ بالسيارات من كل الأنواع، السياحية والنفعية والعادية، أغلبها جديد، غير أنّ الملاحظ هو الاختفاء شبه الكلي للسيارات القديمة، إلا قلّة قليلة يطمع أصحابها في بيعها بأسعار استثنائية. تجدر الإشارة الى أنّ أغلب الأسعار التي سيتم تقديمها في هذا الاستطلاع، هي أسعار مقترحة من الزبائن، أي أنّ سعر البيع لم يتفق عليه بعد ويبقى مرشّحا للارتفاع. "السوق هبل" كلمة تسمعها من المشتري والبائع خلال تجوّلنا في أطراف سوق السيارات بتيجلابين، كانت ملامح التذمّر بادية على المواطنين المتجوّلين بالسوق، ترى أحدهم يتوجّه الى بائع سيارة ليستفسر عن سعر السيارة، وبعد لحظة ترى ملامح وجهه تغيّرت واكّفهرت ثم تراه ينأى جانبا وهو في حيرة من أمره، وعندما تسأله يقول "السوق هبل يا صاحبي واشنوهادا"، بل وحتى بائع السيارة تراه يقدّم السعر الذي عرض عليه، وهو في قرارة نفسه غير راض به، لأنّه يعلم أنّ الأسعار ارتفعت ولكن المواطن سيفر من هذه الأسعار، وفي الوقت نفسه لا يمكن له أن يبيع بسعر أقل مما هو متداول. وقد اشار بعضهم الى أن الأسعار قفزت بشكل جنوني مقارنة بالستة أشهر الفارطة، حيث كان المتعارف عليه أن السيارة بمجرّد خروجها من الوكيل يريد صاحبها بيعها وبمجرد أن يدخلها السوق تتراجع الأسعار ب5 ملايين سنتيم على الأقل. السيارات القديمة أو في حالة جيّدة "بشلاغمها" كما أشرنا سابقا، فإن أسواق السيارات لم تعد تتوفّر على السيارات القديمة أو في حالة جيّدة بكثرة، وبالسؤال عن الأمر تبيّن أنّ أسعار السيارات الجديدة ارتفت بنسبة كبيرة، بل صارت السيارات التي تخرج من الوكيل تباع بأكثر من ثمنها الحقيقي لعدم توفّر السيارات على مستوى وكلاء السيارات، وعليه صار الطلب على السيارات التي في حالة جيّدة بقوّة، خصوصا المصنّعة في سنوات المحصورة بين 2006 و2010، حتى هذه ارتفعت أسعارها عما كانت عليه من قبل. ولكن في أغلب الحالات تبقى في متناول المواطنين الميسوري الحال، غير أنّ هذا الأمر أصبح شبه مستحيل لأنّ من يملك سيارة من هذا النوع يتحفّظ على بيعها لأنّه يعلم مجريات السوق الحالية، فإن باع سيارته فإنّه سيجد صعوبة كبيرة في شراء سيارة أخرى. ال polo وIbiza "لمن استطاع إليهما سبيلا" لم تكن السيارات الألمانية متوفّرة بكثرة، والموجودة بالسوق كانت أسعارها كما يقال "خيالية" خصوصا الصغيرة منها وما يمكن الإشارة إليه، أنّ سعر بعض السيارات الألمانية حديثة التصنيع، تجاوز بكثير أسعارها التي اشتُريت بها في الأوّل، فمثلا السيارة الألمانية المدلّلة والتي تُعرف ب«Polo"، لم تكن موجودة بكثرة كما كانت في السابق لأنها بكل بساطة وكما يقول المواطن "عزيزة"، تجاوزت أسعار بعضها عتبة 180 مليون سنتيم لسنة 2014، وفي حالة جيّدة، وهو سعر تجاوز سعر شرائها، ووقفنا عند بائع سيارة polo سنة 2011 في حالة جيّدة، قال صاحبها إنهم اقترحوا عليه مبلغ 136 مليون سنتيم، في حين قال صاحب سيارة من ذات النوع سنة 2013، إنّهم اقترحوا عليه مبلغ 150 مليون سنتيم، مع العلم أن سعر البيع لا يزال بعيدا. الشيء في سيارة ibiza من نوع سكودا، وهي سيارات ألمانية تابعة للعملاق فولسفاغن، حيث بلغ سعر الواحدة منها سنة 2013، مبلغ 138 مليون سنتيم كمبلغ مقترح، في الوقت الذي تمّ تقديم مبلغ 178 مليون سنتيم فيibiza سنة 2015. السيارة الألمانية السياحية Caddy، سيارة عائلية حقّقت نجاحا كبيرا في الجزائر، سعرها لا يمكن تصوّره، فقد تجاوز كل التوقّعات، فسيارة من هذا النوع سنة 2011، بلغ السعر المقترح 178 مليون سنتيم، ليقول البائع للمشتري "راك بعيد" أي لم تصل بعد للسعر المطلوب، في حين نفس النوع من سنة 2007، وفي حالة كما يقول الجزائري "طايب"، يقول صاحبه "عطاولي 93"، مع العلم أنّ عداد الكيلومترات تجاوز ال300 الف كيلومتر، ومن خلال هذين السعرين، لن تتمكّن حتى من السؤال عن هذا النوع من السيارات مسجّل في سنة 2015، لأنّ سعره سيتجاوز ال300 مليون سنتيم، أما فيما يخص Leon الألمانية فسعرها لا يقل عن 250 مليون سنتيم بالنسبة لسنوات 2013 أو في 2014. الماروتي "لي شافها" وclio campus "دواء نادر" بعد أن حقّقت مبيعات قياسية في الجزائر كالتي حقّقتها سيارة "كوكسينال" الألمانية في السبعينات، أصبحت سيارة "الماروتي" نادرة في الأسواق كندرة بعض أدوية القلب، ورغم الاستهتار الكبير والألقاب المضحكة التي يطلقها الجزائريون على الماروتي إلا أنّ الحصول عليها في الأسواق أمر مستبعد كثيرا، فخلال تجوّلنا بسوق تيجلابين لم نصادف سوى البعض منها، وأغلبها من سنوات قديمة، فمثلا ماروتي سنة 2011، قال صاحبها إنّهم اقترحوا عليه سعر 46 مليون سنتيم، وصاحبها يقول مازال السعر منخفضا، مع العلم أنّه مرّ على تصنيعها 5 سنوات وكان سعرها آنذاك لا يتجاوز ال52 مليون سنتيم. وعودة الى سيارة الشباب clio campus، والتي صنعت الحدث في الأسواق الجزائرية منذ صدورها، فإن أسعارها ارتفعت بشكل جنوني، بل وحتى توفّرها يعتبر شبه نادر في الأسواق، تقربنا من صاحب سيارة من هذا النوع سنة 2012، وتساءلنا عن السعر المقدّم فيها، قال صاحبها إنّ بعضهم قدّم 126 مليون سنتيم، مع العلم إنّ عدادها لم يتجاوز 62 ألف كيلومتر. وأما النوع القديم من سيارة clio فأسعارها هي الأخرى مرتفعة، فرغم مرور 15 سنة على تصنيع بعضها، إلا أن أسعارها تفوق ال50 مليون سنتيم أن كانت في حالة جيّدة. السيارات الفخمة تنادي أصحاب "الشكارة" خلال تجولنا بالسوق ما يشدّ انتباهك هو الأعراض عن السيارات الفخمة من نوع مرسيدس أو Bmw أو Land rover أو غيرها من السيارات التي إن سألت عن سعرها تسمع إجابات لا تسرّ جيبك، ترى أصحابها بداخلها متمدّدا يستمع إلى الموسيقى بمخارج أصوات وكأنّك في صالة "دي جي"، وعندما تسأل صاحبها عن السعر ينزّل زجاج السيارة المضبّب بفعل التدفئة ليقول لك "عطاو 350 مليونا" أو يقول لك بكل برودة أعصاب "عطاو 400 مليون" بل وتسمع البعض يقول لك "عطاو 35" لا تفهم إن كانت 235 مليون سنتيم أو 335 مليون سنتيم. المهم أنّ سعرها ينادي أصحاب "الشكارة" فهم الوحيدون الذين لا تهمّهم الزيادة في الأسعار ولو كان الفارق 100 مليون سنتيم. السيارات الصغيرة Alto وPicanto مطلوبة بقوة من بين السيارات التي يكثر عليها الطلب في أيامنا هذه، سيارة ألطو وبيكانتو و206، فهي سيارات أثبتت كفاءة في الاستعمال، خصوصا لدى المواطنين ذوى الدخل المحدود، غير أنّ الكلام هذا يخص الطراز القديم منها، فالجديد كما يقول الجزائري " تحط يدّك تلصق"، فسيارة ألطو سنة 2012، قال صاحبها إنّهم عرضوا عليه 72 مليون سنتيم ولم يبع، وعدادها تجاوز ال90 ألف كيلومتر، وسيارة بيكانتو هي الأخرى تجاوز السعر المقترح 71 مليون سنتيم لسنة 2008، أما الجديدة منها أي الطراز الجديد من سنة 2014 أو 2015 في حالة جيّدة، فسعرها لا يقل عن 145 مليون سنتيم. كما لاحظنا أنّ السيارات الصغيرة من نوع 206 هي الأخرى أسعارها ارتفعت كثيرا، فمثلا 206 سنة 2005 يقول صاحبها "عطاولي 75 مليونا" مع العلم أنّ سعرها لم يحدّد بعد.