أحياء الولاية تشهد هدوء ملحوظا منذ اعتقال "رؤوس الفتنة" وجّهت أمس عائلة الناشط الانفصالي، كمال الدين فخّار، رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي حل بالسمارة (مخيم اللاجئين الصحراويين) في إطار جولة إلى المنطقة تشمل الجزائر، تطلب منه التدخل لدى الحكومة الجزائرية لإطلاق سراح ابنها الموقوف بتهمة "التحريض على أعمال العنف" في أزمة غرداية. وذكرت رسالة عائلة فخار أن "السلطة تعتقله لأنه دافع عن حقوق بني ميزاب المنتمين إلى الأمازيغ وهم أقلية يتعرّضون إلى الاستهداف من قبل العرب بتواطؤ من عدّة أطراف"، وفقا لما جاء في فحوى المراسلة. وطالبت أسرة الطبيب فخار من الأمين العام للأمم المتحدة "التدخّل لدى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة من أجل الإفراج عنه لأنه أدان ممارسات المصالح الأمنية التي تظهر دائما انحيازا لعصابات من الشباب وتغض الطرف عن أعمال التخريب التي يقوم بها هؤلاء، والتي طالت محلات وأملاك تتبع لبني ميزاب". وتسعى عائلة فالناشط الإنفصالي لاستغلال زيارة المسؤول الأممي، لافتكاك ورقة التدويل لأزمة غرداية. وتعيش الولاية حالة من الهدوء التام بعد اعتقال "المحرضين على العنف الطائفي" الذين صدرت في حقهم أحكام متفاوتة بالسجن، بتهمة الضلوع في المواجهات الطائفية التي خلّفت في آخر محطة لها 25 قتيلا و70 جريحا وخرابا كبيرا في المرافق العمومية والممتلكات الخاصة، وحالة غير مسبوقة من الفوضى وغياب الأمن. وينحدر الموقوفون من أحياء مليكة وبني يزڤن وبونورة، التي شهدت مواجهات ساخنة بين ملثمين استعملوا أسلحة نارية وأخرى بيضاء ضد بعضهم. ويعد فخَار أهم المعتقلين المعنيَين بهذه التهمة، وتقول السلطات إن لديه صلات وثيقة بالتنظيم المحظور "حركة الحكم الذاتي بمنطقة القبائل" وحكومتها الانفصالية، التي تأسست بفرنسا عام 2012. وليست هذه المرة الأولى التي تطلب فيها عائلة فخار الدعم الخارجي للتدخل في أزمة غرداية، حيث سبق لفخار نفسه أن نشر رسالة "استفزازية" على صفحته ب«فيسبوك"، مرفوعة إلى أمين عام الأممالمتحدة يقول فيها: "إن الشعب الميزابي الذي يوجد حاليا رهينة لنظام دكتاتوري شرس لا يعرف الرحمة، يطلب من سيادتكم التدخل العاجل لوضع حد لهذه الحرب ". وأبرم وجهاء الطرفين في منتصف العام 2009 اتفاقا مكتوبا، يتضمن تعهدا بالاحتكام لوجهاء المنطقة وأئمتها الإباضيين والسنة في حال نشوب خلاف ذي طابع عرقي، كما تعهدوا بعدم استعمال القوة أو رفع شكوى إلى شرطة أو القضاء. وتضمن الاتفاق إنشاء هيئة سميت "أهل الحل والربط"، تكفلت ب«إخماد الفتنة"، لكن الاتفاق لم يصمد أبدا أمام الضغائن التي يكنها كل طرف نحو الآخر. وطالب مؤخرا أعيان من الإباضية الميزابيين والعرب المالكيين في غرداية، بتمديد فترة إشراف الجيش الوطني على القوات الأمنية التي أعادت الهدوء لولاية غرداية، حيث احتفى أعيان ومنتخبون بالمنطقة باللواء شريف عبد الرزاق قائد الناحية العسكرية الرابعة، بمناسبة مرور أكثر من 5 أشهر من الهدوء التام في ولاية غرداية .