استضاف فضاء ''صدى الأقلام'' للمسرح الوطني محيى الدين بشطارزي، مساء أول أمس، الشاعر الطيب لسلوس لتقديم مجموعته الجديدة ''الملائكة أسفل النهر'' التي صدرت مؤخرا عن منشورات ''ميم''، حيث أكد الضيف أنه حاول الذهاب بعيدا في تجربته الجديدة من خلال توقيعه ل 22 قصيدة تنسلخ تماما عن الأغراض الكلاسيكية التقليدية كالهجاء والغزل والفخر، وهو ما يتماشى حسبه، مع الفن الشعري الحديث الذي ينشغل بالهم الإنساني، موضحا أن الشعر اليوم أصبح يبحث في المعرفة والهوية الإنسانية، وهو ما عالجه في ديوانه، وذلك من خلال الاقتراب أكثر من الإنسان الجزائري ومحاولة فهمه ورصد تفاصيله·وفي السياق ذاته تطرق الطيب لسلوس إلى مسألة القطيعة الحاصلة بين الإنسان الجزائري ورموزه التي أصبحت منصهرة في ثقافات أخرى، وكذا ضرورة استرجاعها والدفاع عنها، مرجعا سبب هذه القطيعة إلى القصور في الكتابات الإبداعية التي تشتغل على ''الرمز الثقافي'' رغم أهميته، مضيفا أن صناعة الأساطير تعد من أولويات الفنان المسرحي والروائي والشاعر لأن مهامهم، كما قال، تتجسد في ''كل راهن يعيشونه'' إلى جانب أنهم الطريق الأسهل للتعريف بها ''هناك أساطير لم يعرفها العالم إلا من خلال الإبداعات الفنية''· كما دعا ضيف ''صدى الأقلام'' وصاحب ''هيروغليفيا'' إلى ضرورة احترام القيم الموجودة في أي أدب وتأسيس قناة حوار تجمع بين أدبين مختلفين، مستدلا في ذلك بالإنتاج الأدبي العربي الكردي المكتوب بقيم مختلفة عن ثقافتنا العربية· وإلى جانب ذلك، أتحف لسلوس الحضور بقصيدة خارج مجموعته الشعرية الجديدة حملت عنوان ''الماء يفكر خارج التاريخ'' جاء في مطلعها ''الشمس تعرف المجانين حين تستغرب الأنهار الضحك الغامض·· وحين يفكر الحلم كيف يضيء النوم'' · من جهة أخرى، كشف الطيب لسلوس عن آخر أعماله الإبداعية والمتمثلة في ديوان ''الوحش الذي صنع ملح المائدة'' والذي يضم 20 قصيدة عن منشورات وزارة الثقافة، وذلك في إطار احتفالية ''تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية''· ويعد لسلوس واحدا من الأصوات الشعرية المتميزة التي ظهرت على الساحة الثقافية الجزائرية في الثمانينيات لتبرز أكثر في التسعينيات، وساهم إلى جانب نخبة من المثقفين في تعزيز المشهد الشعري الجزائري، كما شارك في التأسيس للعديد من التقاليد الثقافية على غرار المقهى الأدبي ومجلتي ''الثقافة'' و''الكتاب''·