هبطت العقود الآجلة لخام برنت بحوالي أربعة في المئة، أمس السبت، لتصل إلى 38.64 دولار للبرميل في حدود الساعة الثانية بعد الزوال بتوقيت الجزائر، وذلك بعد أن راجت الشكوك في أوساط المضاربين أمس حول مدى جدية مسعى دول من "أوبك" وخارجها للاتفاق على تثبيت مستويات الإنتاج النفطي الحالية وعدم الزيادة فوقها، وهذا بعد تصريحات المملكة العربية السعودية بأنها سوف تجمد الإنتاج بشرط أن تشارك إيران في هذه الإتفاقية، وعلى هذا الأساس، فإن المخاوف من عدم اتفاق المملكة العربية السعودية وإيران تزيد احتمالات فشل لقاء الدوحة في السابع عشر من هذا الشهر، وبالتالي الإبقاء على المعروض النفطي مرتفعاً في الأسواق والأسعار منخفضة في البورصات. وقال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مقابلة تلفزيونية أمس الجمعة، إن بلاده لن تثبت إنتاجها النفطي ما لم تفعل ذلك إيران والمنتجون الكبار الآخرون، مستندا في موقفه على بيانات أظهرت أن تخمة المعروض العالمي ستنمو على الأرجح. في المقابل قالت إيران إنها لن تشارك بقية الأعضاء في منظمة "أوبك " والمنتجين خارجها، في الخطة التي سيتم مناقشتها خلال اجتماع في الدوحة يوم 17 أفريل. وتبرر إيران موقفها بكونها تسعى في الوقت الراهن الى إنعاش قطاعها النفطي عقب رفع العقوبات الدولية عنها. ولم تستفيد إيران من ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال العشرية الفارطة، بقدر استفادة دول الخليج وبالأخص السعودية التي كانت تضخ في المتوسط 10 ملايين برميل يوميا، قبل أن تقوم السعودية نفسها بضرب أسعار النفط في خطة مقصودة لإخراج شركات الغاز الصخري من الساحة، فضلا عن استعمال النفط الرخيص في حربها ضد إيران وروسيا. وتعول الجزائر ودول أخرى على نجاح اجتماع الدوحة لإعطاء جرعة اوكسيجين لاقتصادها الذي تضرر كثيرا بتراجع المداخيل النفطية إلى درجة تشكل فيه أي ضربة للإفشال هذا الإجتماع خيبة أمل كبيرة لها.